إستمع للخبر

بدأت اسرائيل تنفيذ المرحلة الثالثة من حربها ولو بشكل غير معلن، وادخلت معها المنطقة في أتون حرب خطيرة، والهواجس تدور حول ما سيكون عليه واقع الميدان او اي نوع من العنف سوف تشهده نقاط المواجهة الساخنة، التي يتسابق طرفا النزاع فيها على فرض ارادتهما على الواقع الامني بشتى الوسائل.

ومع سقوط قواعد الاشتباك بشكل غير علني وتخطي الخطوط الحمراء للعمليات العسكرية، وتجاوز اسرائيل بضوء اخضر اميركي مساحة النزاع، تخشى اوساط مطلعة من تحويل ضاحية بيروت الى غرفة عمليات مركزية وظيفتها قيادة المعارك الاقليمية في المنطقة، علما انه وباعتقاد خبراء عسكريين فإن عملية اغتيال القيادي الحمساوي صالح العاروري في معقل حزب الله، اسقط قواعد الاشتباك من ضمنها حماية قيادات عسكرية تابعة لمحور الممانعة، وما حصل يشكل اختراقا خطيرا يستدعي ردا حاسما لاعادة ترميم تلك القواعد.

وبحسب التقديرات، فإن رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وفي الربع ساعة الاخير قبل ان ينفذ وقت الحرب على غزة بحسب توقيت الرئيس الاميركي جو بايدن، فإنه لا زال امامه فرصة اخيرة للخروج من مأزقه الداخلي من خلال جر الولايات المتحدة الى حرب اقليمية مع ايران وتفجير الجبهة مع حزب الله، وشن حرب واسعة، وهو امر يعلم انه صعب المنال لكنه لا يريد الاعتراف او التسليم به.

وبالرغم من بروز بعض ملامح التسويات في المنطقة الا انها لا زالت في اول الطريق، والمفاوضات تتمحور في هذه المرحلة على التهدئة وهو ما تسعى اليه الدبلوماسية الاميركية في حركتها المكوكية في المنطقة، من خلال مبعوثيها.

وبانتظار ما سوف تسفر عنه جولات التهدئة، وعلى رأسها طروحات بلينكن لتقنين اطلاق النار ولجم ردود الفعل العسكرية، فإن المعطيات تشير الى ان حرب الاغتيالات المستجدة تتضمن لائحة اسماء طويلة، واهدافها تمتد على مساحة خارطة دول محور، وهو ما تم تنفيذه من بيروت مع العاروري وصولا الى العراق ضد تنظيم النجباء الشيعي واغتيال ابو تقوى.

وعليه، بات هناك تخوف من ان هذه المرحلة الثالثة عوضت بها اسرائيل  عن جبهة غزة بفتح جبهات مفتوحة من الاغتيالات والتصفيات المتبادلة فوق جبهات تطال كل المنطقة، يكون منطلقها النقطة الاقرب للمواجهة من ضاحية بيروت.