hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

كواليس لقاء معراب: سعيد رفض دعوة ستريدا والسُنَّة ردوا من عكار

الإثنين ٢٩ نيسان ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لأكثر من نصف ساعة سعت النائبة ستريدا جعجع الى اقناع النائب السابق فارس سعيد بالمشاركة في المؤتمر الذي انعقد في معراب قبل يومين، ظناً منها ان الرجل قادر على إقناع اصدقائه السنة وتحديدا الرئيس فؤاد السنيورة والنائب السابق أحمد فتفت وبعض المفكرين من الطائفة، في المشاركة في هذا المؤتمر الذي حصر عناوينه بجبهة الجنوب وتطبيق الـ 1701 الا أن رد سعيد كان الرفض الحاسم لتُقفل بعدها الخطوط ويرد المنسق السابق لامانة 14 آذار في رسالة صوتية عبر "الواتس أب" أرسلها الى مدير مكتب رئيس القوات سمير جعجع السيد ايلي براغيد يشرح في خلالها الاسباب الجوهرية التي منعته من المشاركة، ولعل أبرزها كما ذكر في رسالته الصوتية التقاطع السني الشيعي والدرزي على مقاطعة حزب مسيحي بحجم القوات ولدعوة بهذه الاهمية، داعيا القوات الى مساءلة نفسها عن الاسباب وراء هذه المقاطعة وهي برأيه باتت معروفة تتعلق بالجو المسيحي العام السائد منذ سنوات والذي يقول بأن العيش المشترك مع المسلم بات صعبا ولم يعد هؤلاء يشبهوننا، تزامنا مع مواقف تدعو تارة الى الذهاب نحو صيغة الدولتين وطورا الى الفدرالية وتغيير الصيغة. في رسالته الى براغيد استغرب سعيد كيف لحزب مسيحي بحجم القوات ألا يتمكن من تخطي منطقة المتحف وهو في الوقت عينه ينظم لقاء وطنيا يطرح في خلاله عناوين كبيرة ومهمة؟
تقودنا أسباب رئيس لقاء سيدة الجبل الى القراءة ما بين سطور حزب القوات اللبنانية، حيث يتبيّن أن معراب نجحت حكما، في ظل الانقسام العامودي في البلد من تعبئة البيئة المسيحية ضد حزب الله ورفعت من رصيدها الشعبي وخصوصا الشبابي، وهذا الامر ترجمته صناديق الاقتراع النيابية أو النقابية والجامعية. ويمكن لمعراب ولرئيس حزب القوات اللبنانية أن يخرج ويقول إنه الزعيم المسيحي بلغة الارقام، ولكن ذلك لا يعني ان الرجل تمكن من حسم موقعه على المستوى الوطني. فبقدر ما نجح جعجع بشد العصب المسيحي مستفيدا من النقمة على حزب الله ومشروعه الايديولوجي التوسعي بقدر ما أخفق الرجل وحزبه بشد عصب المعارضة الوطنية والتي يتمثل فيها الى جانب القوات والكتائب وبعض القوى التي كانت في معراب يوم السبت الماضي، تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وقوى التغيير. فهذه الاطراف تقصدت عدم تلبية دعوة جعجع التي خلط برأيها العناوين بطريقة تُضر بتاريخها العربي الذي يشدد على ضرورة الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية والدفاع عنها، وبرأيها فإن ظروف وتوقيت المؤتمر يتعارضان مع ما تُنادي به تلك الاحزاب وتحديدا المستقبل والاشتراكي.
وتبيّن أيضا أن خطاب جعجع سيف ذو حدين، فهو القادر على جذب المسيحيين الممتعضين من أداء حزب الله ومشاريعه أو من خيارات التيار الوطني الحر، ولكن في المقابل هو خطاب مرفوض ضمن البيئة السنية التي لم يبلع قسم كبير منها القوات اللبنانية الى حد تلميح أوساط نيابية شمالية بخطوة الجماعة الاسلامية يوم أمس في تشييع عنصرين من قوات الفجر في ببنين، حيث كان هناك استعراض عسكري كبير موجه الى الاحزاب التي تنادي بفصل الجبهة الجنوبية عن ما يجري في فلسطين، وبالتالي فإن حالة الاحتضان السنية الكبيرة التي ظهرت مع الجماعة أو مع فلسطين هي حكما برأي الاوساط موجهة ضد لقاء معراب.
قد يؤسس لقاء السبت لاطار تغييري في البلاد يُشبه برأي المنظمين حركة 14 آذار ولكن بلوك جديد ومختلف، ولكن خلف الحدود تجري مشاورات على قدم وساق لانضاج التسوية الداخلية اللبنانية التي قد تجرف معها كل الطروحات التي يتم التسويق لها وتعطي الغلبة لقوة السلاح، وهو ما تتلمسه أطراف داخلية على رأسها النائب السابق وليد جنبلاط الذي بدَّل موجاته ووجهها نحو الضاحية الجنوبية، فأي دور للمسيحيين في هذه المعادلات التي يسعى فيها البعض الى تحويلهم لأهل ذمة عند كل استحقاق يُنادى طرف منهم؟

  • شارك الخبر