توسّع في الساعات الأخيرة التصعيد بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بحيث بلغ العمق الجنوبي من ناحية لبنان وشواطئ عكا من ناحية إسرائيل، فيما كان وزير الدفاع الاسرائيليّ يوآف غالانت يعلن أنّ الجيش يشن عملية هجومية في الجنوب بأكمله، وانه قضى على نصف قادة حزب الله في الجنوب.
هذا التصعيد، وإن لا يزال ضمن قواعد الاشتباك بين الطرفين، دفع العواصم المعنية، وخصوصا واشنطن وباريس، إلى استنفار ديبلوماسي وسياسي استثنائي منعا للانزلاق صوب الحرب الشاملة.
1-فمساعدة وزير الخارجية الأميركيّ لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف نبّهت من أنّ احتمال التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل حاد، لافتة إلى أن الولايات المتحدة حذّرت إسرائيل فيما يتعلق بطريقة ردّها على الهجمات، التي بدأها "حزب الله". وأوضحت أنّ واشنطن استخدمت عددًا من القنوات وساعدت شركاءها في استخدام قنواتهم، المباشرة أو غير المباشرة مع "حزب الله"، للتحذير من الدخول في المعركة ومن اتساع الصراع.
ويُنتظر في هذا السياق اي تحرك للمستشار الرئاسي آموس هوكستين، في ظل عدم تأكّد زيارته لبيروت. وهو كان التقى قبل أقل من أسبوع في واشنطن الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان في اجتماع غلب عليه الشأن اللبناني.
٢-أما فرنسيا، فيُنتظر ما سيحمل يوم الأحد وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه في جولته التي تشمل بيروت والرياض وتل أبيب، من أفكار ومعطيات جديدة تظهيرا للمسعى الفرنسي الذي بدأه قبل أيام الرئيس إيمانويل ماكرون.
وتردّد أن باريس حصلت على ما أرادت من أجوبة لبنانية وإسرائيلية على ورقتها المحدّثة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة الحدودية، انطلاقا من تنفيذ القرار ١٧٠١، وأن ثمة غطاء أميركيا لما تقوم به.
كما سيستكشف سيجورنيه الآفاق الرئاسية ومآل انتخاب الرئيس العتيد، على أن يلتقي كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
وبات واضحا أن الجهد الخارجي يتركز في الأساس على نزع فتيل الحرب جنوبا، فيما يحتلّ البند الرئاسي درجة أدنى في سلم الأولويات. ويتجلّى هذا الواقع في مسعى السفراء الخمسة الذي لا يزال يراوح، فيما يُنسب إلى أكثر من سفير أن انتخاب الرئيس لم يحن بعد في انتظار الإنتهاء من حرب غزة، في إشارة واضحة إلى ما يردده حزب الله من عدم استعداده لأي نقاش قبل وقف تلك الحرب.