على جبهات سياسية وقضائية يحارب الرئيس المكلف سعد الحريري، فالرجل الذي وضع نفسه كمشروع وراثة سياسية لوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ها هو اليوم مطلوب "قضائيا" بعد رفع شقيقته هند دعوة ضده أمام القضاء الفرنسي للمطالبة بحقها في شركة سعوديه اوجيه والتي اشتراها شقيقها سعد في العام 2010 وتنتظر ثمنها منذ ذلك التاريخ.

انتظرت هند شقيقها لدفع السند الذي تصل قيمته الى 75 مليون ​دولارا​، الا ان رئيس تيار المستقبل تأخر وتغاضى عن الموضوع بعد أن تعثر بدفع السندات المتوجبة عليه، فاصطدمت الشقيقة الصغيرة بالشيكات المرتجعة لعدم ملاءة سعد الحريري المالية لتسديد ما يتوجب عليه ويقدر بقيمة 150 مليون دولار.

يبدو الحريري الابن محاصرا من الاقربين قبل الابعدين، الرجل الذي يسعى الى تطويق ذيول التكليف الحكومي يواجه اليوم أزمة كبيرة على المستوى المالي والمهني، فهو المكبل بالدعاوى القضائية بعد اقفال المؤسسات التي ورثها عن ابيه في لبنان والسعودية ودول أُخرى، ويسعى اليوم الى فرملة المسار القضائي المتبع من قبل شقيقته هند لما لهذه القضية من تداعيات على رئيس مكلف تأليف حكومة لبنان عنوانها الاصلاح ومكافحة الفساد وتطبيق سياسة نقدية تنتشل هذا البلد من الازمة التي وقع فيها، فكيف للحريري أن يواجه كل هذه الامور وهو محاصر بأزمات الشيكات بلا رصيد وبملفات قضائية تجبره على الدفع من المقربين. 

وضع الحريري نفسه في مأزق كبير، أمام ارث والده السياسي والمالي. ففي الاول لم ينجح الرجل حتى الساعة باتقان اللعبة الداخلية جيدا والامساك بالمفاتيح بقبضة من حديد، بل كان متساهلا في كثير من الاحيان ومنفتحا الى حدود التنازلات الكبرى مع بعض الاطراف التي يعاديها شارعه ويرى أنها المسؤولة عن ما حصل طيلة سنوات مع تاريخ رفيق الحريري السياسي.

أما في الثاني فالوضع المالي للرئيس المكلف عكس اخفاقا كبيرا بمسيرته المهنية توالدت معها الازمات، فالرجل الذي واظب والده على اصطحابه بشكل يومي الى الديوان الملكي ليتعرف عليه الملك فهد حينها وبعده الملك عبدالله الذي تسلم إدارة شؤون الدولة لمدة طويلة بعد اصابة الملك فهد بجلطات دماغية، هو نفسه الذي فشل بادارة شركة سعوديه اوجيه بعد أن تسلم ادارتها من والده الذي انشغل بتلك الحقبة بالسياسة اللبنانية وتفاصيلها، ولكنها لم تعمر طويلا فسرعان ما اشهرت افلاسها ورفع موظفوها دعاوى قضائية ضد الحريري بانتظار البت بها من قبل القضاء السعودي.

بشكوى هند الحريري ضد شقيقها سعد يكون كأس الرئيس المكلف قد فاضى بالدعاوى القضائية التي تنتظر البت بها، والواقع كما هو لا يعطي رئيس المستقبل جرعة أمل طالما ان الخناق يضيق أمامه من العائلة الصغيرة أولا الى العائلة السياسية والوطنية في الدرجة الثانية.