يشي توالي التحذيرات الدولية، وخصوصا الأميركية والبريطانية والفرنسية والروسية، من مخاطر السفر الى المنطقة، ولا سيما الى إسرائيل ولبنان وإيران والأراضي الفلسطينية، والطلب من الرعايا مغادرة هذه الدول، بأن ردّ طهران على استهداف تل أبيب مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال المسؤول عن سوريا ولبنان في فيلق القدس العميد محمد رضا زاهدي، بات قاب قوسين أو أدنى.
نشّط هذا التهديد للأمن الإقليمي الاتصالات في مسعى من عواصم القرار الى احتواء التصعيد المتوقع والمنتظر، فيما بات واضحا أن قناة الاتصال بين طهران وواشنطن زادت وتيرتها في الأيام القليلة الفائتة.
واتّخذت التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وطهران طابعا علنيا، فيما لفتت الإجراءات الاعتراضية التي اتخذها الجيش الأميركي في المنطقة، وخصوصا في المحيط البحري لإسرائيل، على سبيل المثال ما ذكرته القناة ١٤ الإسرائيلية عن أن الولايات المتحدة نشرت سفينة صواريخ بقدرات دفاعية واعتراضية عالية قرب سواحل إسرائيل.
وثمّة معطيات ديبلوماسية غربية موثوق فيها عن أن التواصل الإيراني - الأميركي بالواسطة أسفر عن خريطة طريق خاصة بردّ طهران، بحيث لا يخرج عن القواعد التي حكمت الرد الإيراني في قاعدة عين الأسد الأميركية انتقاما لاغتيال اللواء قاسم سليماني. بمعنى آخر سيكون الرد في حدود قدرة تل أبيب على هضمه بما لا يضطرها الى الرد على الرد، وبذلك يتم تجنّب فتح المنطقة على احتمالات حرب مدمّرة.
المتداول حتى الآن أن إيران سترد بنفسها ولم توكِل الأمر إلى أحد أذرعها، فيما بات واضحا أن حزب الله لن يكون جزءا من مشهد الردّ، بما يؤمل أن يجنّب لبنان مزيدا من المعارك والدمار.
في هذا السياق، لفت اعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه طلب من جميع المديرين العامين للوزارات الاستعداد لهجوم إيراني محتمل على إسرائيل الليلة. وقال مكتب نتنياهو في الإحاطة الموجّهة الى هؤلاء: "خطر الهجوم حقيقي. استعدوا لكل الاحتمالات".
وكانت شبكة CBS نقلت عن مسؤولين أميركيين:
أن ١٠٠ طائرة مسيّرة وعشرات الصواريخ ستنطلق في الرد الإيراني على اسرائيل.
ترافق انتظار الرد الإيراني مع تصعيد لافت في الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، مع إطلاق حزب الله ما يزيد عن ١٠٠ صاروخ صوب المستوطنات في الجليل الأعلى.