hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

٥ ساعات غير مسبوقة تُنعّم مقاربة حزب الله الداخلية؟

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠٢٤ - 00:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

٥ ساعات من حبس الأنفاس، غير مسبوقة ربما منذ الحرب العالمية الثانية، ستترك أثرها الاستراتيجي والسياسي لسنوات كثيرة، وستكون عاملا حاسما في التحديد الجيواستراتيجي الجديد الحاصل على مستوى المنطقة بارتدداته الأكيدة على مستوى العالم.

صحيح أن التطور الحربي الإيراني الذي أصاب المنطقة كلها وليس إسرائيل فحسب، قرأه كل من المعنيين من منطلق ذاتي، فكان أن أعلنت تل أبيب وطهران، كلّ من وجهة نظر خاصة، الانتصار وإحباط أهداف الخصم، لكن الصحيح أيضا أن التمعّن في المشهد الأولي الذي تكوّن إثر الساعات الخمس الثقيلة، يفترض استنتاجا بسيطا محوره أنّ ما بعد ١٣ نيسان ليس بالتأكيد كما قبله، وأن القوى الرئيسة الدولية لا بدّ ستتمعّن في المشهد كثيرا من الوقت وستحدّث استراتيجياتها وسياساتها بناء على ما حصل وعلى ما هو مُتوقّع أن يحصل.

لبنانياً، كان حزب الله واضحا في إشارته إلى التغيّرات التي ينتظرها تأسيسا على التطور الإيراني. هو تحدث بصراحة في "بيان النصر" عن "الأهداف السياسية والاستراتيجية بعيدة المدى ستظهر تباعاً ومع الوقت وسوف تؤسس لمرحلة جديدة على مستوى القضية ‏الفلسطينية برمتها وعلى مستوى الصراع التاريخي مع هذا العدو في طريق الانتصار الحتّمي لأمتنا ‏العربية والإسلامية وللشعب الفلسطيني المقاوم والمظلوم". ويحمل هذا الكلام في طيّاته دفعا جديدا لما يعدّه الحزب قضيّته الأخلاقية والعقائدية، ويفترض بناءات مُحدّثة قائمة على سابقة الهجوم على إسرائيل منذ الضربة التي وجهها الرئيس الراحل صدام حسين بين كانون الثاني وشباط سنة ١٩٩١.

اللافت أيضا ضبط النفس الذي ظهر عليه حزب الله بعدم مشاركته الميدانية في المجهود الحربي الإيراني، علما أن ثمة معطيات ديبلوماسية تفيد بأن الحزب شارك حصرا بصاروخين أطلقهما على الجولان. ويؤكّد هذا السلوك حرص طهران على الحفاظ على المخزون الاستراتيجي الذي يشكّله لها الحزب وما راكمه من نقاط قوة منذ التأسيس منتصف الثمانينات حتى صار موطئ القدم الإيراني على المتوسط، كما على إدراك حزب الله مكانته ومتطلبات دوره في الصراع المفتوح.

يبقى أن الفترة القليلة المقبلة ستحدّد أيضا طبيعة توجّه الحزب في الداخل. إذ يُتوّقع أن يجعله ما حصل يخفّف قليلا من الحدّة التي ظهر عليها منذ ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، وخصوصا في مقاربته الملف الرئاسي وعلاقاته البينية مع المكونات الأخرى، وتحديدا مع المكوّن المسيحي.

  • شارك الخبر