hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

فضيحة المستشفيات الحكومية: مناطق بسمنة ومناطق بزيت

الجمعة ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 00:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فضحت جائحة كورونا واقع المستشفيات الحكومية لاسيما في المناطق المسيحية، وظهر جليا أن التجهيزات في تلك المستشفيات شبه غائبة لاسباب تتعلق بالسياسات الصحية التي كانت متبعة ان من قبل وزارة الصحة أو المعنيين من نواب وأحزاب عملوا على تعزيز دور المستشفيات الخاصة على حساب جيب المواطن وتعبه.

يؤكد أحد مدراء المستشفيات الحكومية في منطقة جبل لبنان ان الاموال التي صرفت على المهرجانات الصيفية التي كانت تقام في منطقته ووصلت الى حدود المليون دولار في كل منطقة، كانت كفيلة بتجهيز المستشفيات الحكومية الموزعة على مناطق جبل لبنان زحلة كسروان بشري واهدن كما بيروت بمئات الأسرة، وكان وضعنا افضل بكثير مما هو عليه اليوم حيث كشف فيروس كورونا حجم المأساة التي يعاني منها المستشفى الحكومي في هذه المناطق، مع العلم يقول الرجل ان الفضيحة الكبرى ايضا تكمن برفض المستشفيات الخاصة الوقوف الى جانب الدولة في حربها ضد كوفيد-19.

يُفَصّلُ المدير الواقع الاستشفائي الرسمي، ويشير الى أن عدد المستشفيات الحكومية في لبنان يصل الى 36 مستشفى أكبرهم في المناطق ذات الغالبية الشيعية والسنية " بيروت الحكومي، طرابلس الحكومي، النبطية، مرجعيون، بنت جبيل، وغيرهم"، موضحا أن أكثر من عشر مستشفيات في تلك المناطق استأثر على حوالى الثمانين في المئة من موارد المستشفيات الحكومية من تجهيزات وغيرها على مدى سنوات، مشيرا الى أن الهبات التي تعطى للبنان في اطار مساعدة القطاع الصحي تذهب حكما اليها وكان آخرها الهبة التركية المخصصة لتجهيز مستشفى صيدا الحكومي وقد حالت الخلافات دون صرف تلك الهبة والبدء بعملية التجهيز.

وفق الاحصاءات التقريبية فان عدد أسّرة مستشفى من المستشفيات الحكومية ما بين الجنوب والبقاع يتخطى المئة وعشرين سريراً لكل مستشفى، أما في المناطق المسيحية فمستشفى ضهر الباشق الذي يُعد الاكبر، لا يصل عدد الأسرة فيه الى تلك الموجودة في أصغر مستشفى حكومي  في الجنوب أو البقاع، في حين يبقى مستشفى بيروت الحكومي خارج سياق المقارنة اذ يصل عدد الاسرة فيه الى حوالى التسعمئة سرير، أما طرابلس الحكومي فلديه حوالى الثلاثمئة سرير.

في مستشفيات "بشري، اهدن، تنورين، قرطبا، البوار ضهر الباشق، زحلة الحكومي، جزين والكرنتينا التي تضررت بشكل كبير في انفجار المرفأ" لا يتخطى مجموع عدد الاسرة فيها العدد الموجود في بيروت الحكومي أو طرابلس، في حين ان هناك أكثر من ثلاثمئة سرير غير مجهز في المستشفيات المذكورة.

منذ العام 2004 حتى العام 2009 تسلم الوزير محمد جواد خليفة وزارة الصحة قبل أن يسلمها الى الوزير علي حسن خليل، وكليهما من حصة الرئيس نبيه بري. بعد خليل جاء الوزير وائل ابو فاعور من حصة النائب السابق وليد جنبلاط، من ثم تسلم حزب القوات الحقيبة عبر الوزير غسان حاصباني قبل أن تنتقل الى حزب الله عبر الوزير جميل جبق والآن الوزير حمد حسن.

عهود مضت والمستشفيات الحكومية تعيش على المبادرات الفردية أو "الحسنات"، وسعى الثنائي الشيعي طيلة فترة توليه الوزارة الى تعزيز المستشفيات في مناطقه ورصد لها ملايين الدولارات لتجهيزها وتطويرها، كذلك فعل جنبلاط حين عوم الوزير وائل ابو فاعور مستشفى عين وزين وخربة انفار ورصد لها الملايين لتأمين التجهيزات المتصلة بها، في حين كانت المستشفيات الحكومية في المناطق المسيحية تعاني من قلة الدعم، ومن الاهمال السياسي لها فكان صراع التيار الوطني الحر القوات والاحزاب المسيحية الاخرى يتمحور حول الفوز بمجلس ادارة هذا المستشفى أو تطيير مجلس ادارة ذلك المستشفى ، والبوار الحكومي خير مثال على هذا الصراع اذ استمر تعطيله لسنوات قبل أن يتسلم التيار الوطني الحر ادارته، في حين بقي مستشفى بشري الحكومي وعلى عهد وزير القوات على حاله ولم يصله من التجهيزات سوى القليل منها، وظهر هذا التقصير عند الاستحقاق الاول في كورونا، حين اطلقت النائبة ستريدا جعجع مع زميلها جوزيف اسحاق حملة واسعة لدعم المستشفى وتجهيزه.

كل هذه الصراعات لم تنفع المواطن الحزبي او المحايد، واستفاق أهل السياسة في هذه المناطق على المستشفيات الحكومية بعد أن فاقم الوضع الاقتصادي الازمة ودفع بالمواطن نحو المستشفيات التي من المفترض أن تكون مجهزة من قبل الدولة.

  • شارك الخبر