hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

بعد الهجوم الايراني: باب التسوية فُتح بضغط أميركي

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠٢٤ - 00:15

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

استبقت الولايات المتحدة الضربة الايرانية على اسرائيل بجولة محادثات مكثفة، بعضها عبر لقاءات بين الوسطاء وبعضها الآخر عبر تواصل مباشر مع الدول المعنية بالملف الامني في المنطقة، حيث لعبت قطر دورا بارزا في هذا السياق مع سلطنة عمان لمنع تدهور الوضع الامني.

الخطوة الاستباقية جاءت لامتصاص النقمة الايرانية من جهة واعادة الجميع الى طاولة المفاوضات والبدء بتنفيذ المتفق عليه بين الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية وايران ومعها روسيا والصين اضافة الى السعودية والاتحاد الاوروبي لفرض هدنة في القطاع وتبادل الاسرى بصورة عاجلة.

وتفيد معلومات دبلوماسية عن وصول الجميع الى ذروة التصعيد الذي ينتج عنه تراجع ولو بطيء عن المواقف والتركيز على عملية الاخراج التي تتولاها الدبلوماسية الغربية تؤسس لخارطة طريق الحل. وتنطلق تلك الخارطة من معادلة حفظ ماء وجه ايران عبر ردها على ما قامت به اسرائيل، فأظهرت أمام جمهورها القدرة والجرأة في مواجهة العدو في المكان والزمان المناسبين ونفست الاحتقان والغضب الذي ساد الرأي العام المؤيد لمحورها. في المقابل امتصت اسرائيل الضربة بمشاركة دولية كبيرة من واشنطن الى لندن وباريس وصولا الى عمان وقد نجحت القدرات الدفاعية لتلك الدول باسقاط المسيرات الايرانية والصواريخ من دون تحقيق أي خطر على تل أبيب.

بعد ضربة الويك أند بدأت المشاورات الجدية التي تتولاها ادارة الرئيس جو بايدن لترتيب الاولويات وعلى رأسها انهاء ملف الاسرى وفرض الهدنة لأسابيع على أن تعمل اجهزة الاستخبارات الدولية على حل ملف قادة حماس في القطاع كبديل عن اجتياح رفح، وقد بدا واضحا من خلال التحليلات الغربية بأن مقايضة بايدن لنتنياهو كانت من خلال معادلة الدفاع عن اسرائيل ضد أي هجوم ايراني، مقابل تقديم تنازلات لانجاز صفقة تبادل الاسرى وفرض الهدنة. وعلى ايران في الوقت عينه مهمة تخفيض التوتر في الشرق الاوسط عبر لَيّْ أذرعتها في العراق ولبنان والتفاوض على جنوب خط الليطاني على قاعدة سحب سلاح حزب الله كأولوية ضمن اطار استراتيجية دفاعية يتم الاتفاق عليها بين الدول الكبرى.

يُفضل الجميع ابعاد كأس الحرب، فخسائرها الاقتصادية كبيرة وتُضر حكما بالاقتصاد الاميركي المعني بالدرجة الاولى بدعم أمن اسرائيل. ويأتي تسريب مبلغ المليار دولار عبر الاعلام الاسرائيلي، وهي كلفة واشنطن وتل أبيب لصد الهجوم الايراني، في سياق التحذير من مغبة الاستمرار في هذه الحرب لأن فاتورتها كبيرة وقد يستفيد منها العملاق الصيني الذي يلعب دور المتفرج على الولايات المتحدة الغاطسة بوحول الشرق الاوسط، ويسعى ايضا الى الاستمرار في هذه الحرب بعد أن ارتفعت اسهم مبيعات الاسلحة لديه وهذه المعادلة تُضر حكما بالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.

بعد الضربة الايرانية المدروسة بإتقان لم يعد الرهان محصورا بكيفية توزيع الخسائر بين الطرفين، بل انتقل الحديث عن كيفية استثمار هذه الضربة في الحل عبر تحريك ملف التفاوض بين حماس واسرائيل برعاية مصرية وقطرية وبإشراف اميركي، كذلك وضع جدول زمني لحوار لبناني لمعالجة سلاح حزب الله عبر المبعوث الاميركي آموس هوكستين الذي قد يتحرك في اللحظة التي يتم الاعلان فيها عن فرض هدنة غزة. وما يُحكى في الكواليس يؤكد أن ادارة بايدن جادة في مطلبها وهي تضغط على نتنياهو لقبول بالصفقة ومعالجة ملف قادة حماس في غزة بالطرق الامنية وبمساعدة دولية عرضها أكثر من طرف.

 

  • شارك الخبر