hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

برلمان 2022: طائف جديد مرجعيّته "قُم"

الأربعاء ١٦ آذار ٢٠٢٢ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


في العام 1992 قرّر المسيحيون مقاطعة الانتخابات النيابية بعد سلسلة انتكاسات وحروب قادت الى إبعاد قائد الجيش اللبناني آنذاك ميشال عون الى باريس، وسجن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في وزارة الدفاع، واستبعاد رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الى باريس. يومها التزم قسم كبير من المسيحيين بدعوة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير مقاطعة الانتخابات، فيما قرّر قسم آخر الانخراط بالعمل النيابي والسياسي.

استعان النظام الامني اللبناني السوري بـ "أصدقائه" المسيحيين فتوزعت الحصة على تيار المرده والحزب القومي اضافة الى شخصيات مسيحية كانت مقربة من النظام في تلك الحقبة.

اليوم، ومع قرار نادي رؤساء الحكومات السابقين العزوف عن الترشح للانتخابات وتعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي في هذه المرحلة والابتعاد عن المشهد الداخلي، كثرت الاسئلة عن مستقبل الشارع السُني وكيفية تعامله مع استحقاق أيار الانتخابي.

تؤكد مصادر دبلوماسية أن لبنان سيشهد تطورات سياسية قد تطيح برؤوس كبيرة، لافتة الى أن قرار الرئيس الحريري ولاحقا رؤساء الحكومات السابقين جاء نتيجة تيقّن هؤلاء أن أي خطوة للانخراط بالانتخابات سيكون ثمنها كبيرا على مستقبل التيارات السنية السياسية، ففضلوا الحياد والترقب لكل ما هو آت.

وتشير المصادر الى أن المجلس النيابي الجديد سيأتي ضمن مرحلة انتقالية وهو لن يصمد طويلاً امام خارطة التحالفات المستقبلية، داعية الى ترقب مسار المفاوضات الجارية في فيينا والى جدول اعمال الطاولة بين السعوديين والحوثيين في اليمن وبمباركة ايرانية، فمن شأن ذلك بحسب المصادر إدخال لبنان في مسار جديد يفتح المجال أمام عقد اجتماعي ينظم العلاقة بين الشيعة والسنة. ولم تستبعد المصادر أن يكون التنظيم على شاكلة مؤتمر تأسيسي بمباركة سعودية ايرانية وبتوصية اميركية اوروبية ينخرط من خلالها حزب الله أكثر في الدولة وفي مؤسساتها الدستورية، على أن يتخلى تباعاً عن سلاحه وصواريخه.

وتؤكد المصادر ان المملكة العربية السعودية لم تخرج من الشارع السني بل هي على مسافة من جميع قياداته ويتطلع ولي العهد محمد بن سلمان الى ايجاد شخصيات جديدة في هذا الشارع تواكب التطورات القادمة الى لبنان، فهو على قناعة بأن التغيير الذي يعمل عليه في السعودية مع وجوه شابة قد ينسحب على الشارع السني في لبنان حيث يزخر بالكفاءات القادرة على مواكبة المرحلة المقبلة، وبالتالي قد يكون ابتعاد الحريري بنصيحة سعودية تمهيدا لمرحلة انتقالية تعيد من خلالها المملكة ترتيب البيت السني اللبناني مع الحريري أو شخصية أُخرى يُعمل عليها.

في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، نقمة سنية كبيرة على الحريري والقيادات الأُخرى التي قررت "تسليم" البلد لحزب الله. يُدرك الحريري وميقاتي وغيرهم، أن فوز حزب الله بالاكثرية النيابية على حساب شارع وازن في بلد مثل لبنان ليس "فأل خير"، بل هو شيء أكبر من مقاطعة وانسحاب. فتجربة المسيحيين في العام 1992 قادت الى 14 آذار في الـ 2005، أما مجلس نواب الـ 2022 فقد يقودنا الى طائف جديد مرجعيته "قُم".

  • شارك الخبر