hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

الفدرالية: هل تكون الخطة "ب" لبكركي؟

الإثنين ٧ آذار ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


لا ينفك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يدعو الى حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي عاجل لمناقشة الاوضاع والوصول الى صيغة يتوافق عليها الجميع تعزز سلطة الدولة وتُعيد التوافق بين مختلف الشرائح اللبنانية.

في عظة الأحد تحدث البطريرك الراعي عن استحقاق 2022 الانتخابي، حيث قال: "إن النيابة ليست، هذه المرّة، جاهاً وهوايةً ومُتعةً سياسيّةً، بل خِدمة ونضال ومواجهة ديمقراطيّة لأنّنا قادمون على حسمِ خِيارات كبيرة في الأشهرِ المقبلة، وفي العهدِ الرئاسيّ الجديد". الراعي العائد حديثاً من الفاتيكان، حيث التقى البابا فرنسيس، يسعى الى عقد مؤتمر دولي للبنان كان تحدث عنه عند اطلاقه "مبدأ الحياد"، وهو لا يزال يعمل على التسويق لهذا المؤتمر لدى الدول الغربية مدعوماً من الفاتيكان لوضع جدول اعماله بالتوافق مع الطوائف الأُخرى.

باعتقاد الكنيسة المارونية، أن المجلس النيابي الجديد إذا ما أبصر النور بوجوه تغيير جديدة، قد يحمل في يديه مبادرة بكركي ويعمل على "تشريعها" في ظل حسم الخيارات الكبيرة، التي بدأت معالمُها في العودة الى طاولة فيينا النووية ومستمرة اليوم في الحرب الروسية على اوكرانيا، حيث يتضح للمعنيين أن ملامح تغيير كبيرة قادمة وهي تطال المنطقة والعالم، وبالتالي وجب على لبنان الاستفادة منها لصالحه العام لا أن تكون محل انقسام جديد على الساحة اللبنانية.

تتحدث بكركي عن هذه المتغيرات وباعتقادها أن حزب الله في نهاية المطاف غير قادر على الاستمرار بهذه الازدواجية بالتعاطي مع الشارع اللبناني، فهو تارة يُخوّن بعض القوى المسيحية ويُلبسها عباءة العمالة لشد عصب جمهوره، وطوراً يؤكد حرصه على الشريك في الوطن ويُسوّق فكرة الميثاقية وضرورة احترامها. أما في التفاصيل اليومية فيضرب بها عرض الحائط عبر ممارسات يومية تظهر في الادارات العامة والقضاء وغيرها من المؤسسات اللبنانية، ويتصرف كأننا في "لا دولة" يسمح ويمنع وفق مصالحه.

بكركي الحريصة على لبنان الذي صاغته مصالح القوى العظمى عام 1920، واحتفلت قبل سنتين بمئويته على طريقتها، لن تتأخر بالمطالبة بالتغيير إن وجدت أن "الرعية" في خطر وقد يجرفها النظام الحالي. ورغم التأكيد المستمر من البطريرك الراعي على اهمية لبنان بصيغته الحالية، الا أن الامر ليس "مُنزلاً" وأي طرح جديد قد يُسوّقه الطرف الآخر من مثالثة أو عقد اجتماعي تطغى فيه طائفة على أُخرى، سيدفع بكركي الى اللجوء للخطة "ب"، وهي الفدرالية بكل ما يُحيط بهذا الطرح من مصطلحات العمالة والتخوين التي يُطلقها البعض، فـ "لبنان لا يستطيع أن يبقى في اللادولةِ والفوضى والانهيارِ والضياع" يقول الراعي، وفكرة الفدرالية التي راجت في الحرب الاهلية نتيجة "الغزوات" التي قادها الخارج نحو المناطق اللبنانية، عادت اليوم لتتصدر المشهد. ولا يُخفى على أحد أن دوائر الصرح البطريركي شهدت نقاشات مستفيضة في السنتين الاخيرتين تناولت الفدرالية وعرض أكاديميون من بينهم "اياد البستاني، هشام بونصيف ..." وشخصيات حزبية وسياسية أسس النظام الفدرالي وقدم بعضهم مشروع قانون متكامل للبطريرك الراعي يوجز هذه الفكرة، الا أن الاخير أصر على الصيغة اللبنانية الحالية مع ضرورة تعديلها من خلال مؤتمر دولي يُدخل الحياد في ورقة المؤتمر وتلتزم به القوى السياسية.

ربما سمع الراعي في الفاتيكان كلاماً كبيراً عن التغيرات القادمة نحو منطقتنا فأطلق دعوته اليوم لملاقاة الاستحقاق الانتخابي بشيء من التغيير، ولكن قبل الراعي سمع اللبنانيون تحذيرات وزير خارجية الفاتيكان، بول ريتشارد غالاغر من أن أي إضعاف للحضور المسيحي في لبنان سيدمر هويته، داعيا الى الحفاظ على هذه الهوية الوطنية. وبين التحذير والدعوة ثمة أمر مؤكد وهو التغيير الكبير نحو لبنان وبات الجميع على قناعة بأن لبنان الطائف الذي جاءت به الحرب الاهلية قد انتهى، وبدأ التفكير الجدي بلبنان الجديد وفق صيغة تعيد هندسة قواعد الاشتباك الدولي على الساحة اللبنانية.

 

  • شارك الخبر