hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

إحراق مخيمات النازحين بين الحادثة والقلوب المليانة

الأربعاء ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٠ - 23:57

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إحراق مخيم للنازحين للسوريين وإزالته من الوجود في بلدة بحنين في المنية، ليس الحادثة الأولى من نوعها بين اللبنانيين والنازحين السوريين، فالعام الماضي كان حافلاً بأحداث متنقلة ومماثلة في مناطق دير الأحمر والبقاع الاوسط والشوف، كما كادت الاحتكاكات في مناطق أخرى ان تتسبب بوقوع حوادث شبيهة.

وحادثة بحنين على بشاعتها التي أدت الى تهجير مئات النازحين الذين نجوا من الموت حرقاً، لن تكون الأخيرة بل ستشهد المرحلة المقبلة وقوع مثيلٍ لها، طالما ان أسباب الاحتقان والتوتر هي نفسها. ففي مخيم بحنين تطور الإشكال بسرعة من خلاف وتلاسن فردي، الى عملية انتقام جماعية، لأن عوامل التصادم موجودة وقابعة في النفوس. فالهوّة أصبحت شاسعة بين اللبناني والنازح السوري، فاللبناني العاجز عن تأمين قُوتِهِ اليومي والعمل الذي "يسرقه" من أمامه النازح السوري، لم يعد يهتم لاستضافة النازح لديه، وبات يَنظُرُ بريبةٍ الى الضيف الذي طالت اقامته في لبنان وصار ثقيلاً، في بلد لا يملك مواصفات البقاء والصمود لأبنائه.

انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة مئات اللبنانيين وستة الاف جريح وشَرّدَ اللبنانيين في وطنهم، فاقم الأزمة التي أُضِيفَت الى أزمات الهبوط الحاد في سعر الليرة وارتفاع الدولار، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمادية للبنانيين، حيث يشعر المواطنون بالاختناق من جراء الأزمة. فإذا كان لبنان لم يعد يتسع لأهله فكيف سيكون قادراً على استيعاب هذا العدد من النازحين الذي يقترب من مليوني نازح؟

حالة الاحتقان عززتها عوامل البطالة المتفاقمة في صفوف اللبنانيين والفقر الذي لامس الطبقة الميسورة لأول مرة، كما منافسة اليد العاملة السورية للبنانيين، وهذا ما يُفسّرُ حصول الاعتداءات في المناطق الفقيرة والأطراف، في الوقت الذي تصل فيه مساعدات الأمم المتحدة الغذائية او الصحية وحتى الدولار كاش إلى النازح مباشرة من دون المرور بالدولة اللبنانية، فيما يستفيد النازحون من خدمات الكهرباء والماء والدعم الذي يوفره مصرف لبنان للسلع والمحروقات، بحيث باتَ اللبناني الفقير مواطناً درجة ثانية والنازح السوري مواطناً درجة أولى في بعض المناطق،

مما ولّدَ حالة من عدم الانسجام والتناغم بين الطرفين، ويؤشر أيضاً الى بقاء الصراع مفتوحاً وقد تزيد وتيرته أيضاً، خصوصاً إذا ما انزلَقَ الوضع اللبناني الى الانهيار أكثر.

  • شارك الخبر