hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - سليم البيطار غانم

"مواطنون ومواطنات في دولة"... بداية نهاية "طفل الممانعة؟"

الأربعاء ٢٥ أيار ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


من هو شربل نحاس؟ سؤال يُطرح ليس من باب سيرته الذاتية، فالجميع يعرفه كوزير عمل سابق في حكومة نجيب ميقاتي الثانية، خبير اقتصادي، مثقف وسياسي يساري، يمكنك ان تتوافق ونظرته السياسية كما انه يمكنك أن تختلف معها، انما السؤال الذي يُطرح ما هو موقعه في 17 تشرين منذ بدايتها وحتى الانتخابات الأخيرة، هَل هو مع الثورة أم تُراه دخل لإفشالها؟ هل تفرّد بتشكيل لوائح انتخابية على مساحة الوطن بهدف التغيير الحقيقي أم بهدف ضرب لوائح التغييريين وإفشالهم؟

لمَع نجم "مواطنون ومواطنات" غداة ثورة 17 تشرين مدغدغاً مشاعر اللبنانيين واللبنانيات بالكلام المترفع عن الطائفية والمحسوبيات والمحاصصة وعن الدولة المدنية ومشروعه الاقتصادي ...الخ، مستغلا إعجابهم بالتنظيم الذي اظهرته تحركاتهم وتجمعاتهم والحشد المنظم عند كل تحرك، والجميع هنا يذكر هبّة الشارع في 17 تشرين على إثر ضريبة "الواتساب" ورزمة الضرائب الأخرى التي كانت تعدّها الحكومة في ظل وضع إقتصادي مزري.

وبعد ان نزل مئات الالاف من الغاضبين والناقمين الى الشوارع، أقفلت الطرقات، توقّفت الأعمال والشتائم صبّت في كل اتجاه. وبالطبع، فقد أرعبت الثورة المسؤولين والحكّام الذين حاولوا إخمادها بشتّى الطرق وحاول كل فريق تبرئة نفسه من الانهيار الحاصل وتقاذف المسؤوليات، الى ان أطلّ شربل نحاس بتنظيمه المذكور مغيّراً وجهة الامور من ثورة على المنظومة الحاكمة بكل مكوّناتها وفروعها الى ثورة موجّهة نحو المصارف ومصرف لبنان والنظام الاقتصادي والمالي بشكل خاص، متجنباً الحديث عن منظومة السلاح والمافيا وهما المسبّبان الرئيسيان لما وصلنا اليه، فوجدته السلطة كالمخلّص لها من كابوس المتظاهرين بتحويل غضب الشارع من وجه السلطة الحاكمة نحو المصارف، فما كان منها وبالأخص فريق الممانعة، إلّا ان تبنّت خطابه "الثورجي" بل ذهبت أبعد من ذلك فشاركته في التظاهرات ودعمته بالمناصرين، أبرزهم من حزب الله والتيار الوطني الحر، وهذه كانت أوّل هدية للسلطة من حزب "مواطنون ومواطنات في دولة".

الى ان جاء موعد الاستحقاق الانتخابي ومرحلة تشكيل اللوائح، حيث من المفترض من فريق شارك في الثورة وأصبح من مؤسسيها ومن أبرز وجوهها أن يعمل على انجاحها فما كان من نحاس وعن سابق تصوّر وتصميم الا ان رفض اي محاولات لتجميع مكوّنات الثورة في لوائح موحّدة، وذلك بشهادة كل من حاول العمل على توحيدها، فكانت تلك الهدية الثانية من نحاس الى السلطة من خلال تشكيله منفرداً لوائح "قادرين" في أكثرية الدوائرالإنتخابية غير مبالٍ بتقسيم أصوات التغييريين ومنع ايصالهم الى الندوة البرلمانية، الى ان أتت نتائج القوى التغييرية في الانتخابات النيابية في 15 ايار، بعكس ما تشتهي السلطة حاصدة أقلّه 15 مقعداً ولم تستطع لوائح نحاس الحصول سوى على القليل القليل من الأصوات بإستثناء الرقم الذي حصل عليه المرشح جاد غصن في المتن وبمجهوده الخاص.

وبعد، فإن السؤال: ما هي هدية نحاس الثالثة للسلطة؟ وهل سيقع المواطنون والمواطنات في فخّه مجدداً أم سنشهد نهاية لظاهرة "طفل الممانعة" المدلّل خاصة بعد ان أصبح داعموه بأمسّ الحاجة لمِن يدعمهم.

  • شارك الخبر