hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

مع جعجع فات الأوان... الحريري بحاجة لبديل أو التسليم

الأربعاء ٧ نيسان ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليس من مصلحته، في السياسة، قول الرئيس سعد الحريري، الذي قدَّم نفسه مرشحاً "طبيعياً" لتكليفه تشكيل حكومة "المهمة"، أنه لم يكن يدرك، بكامل قواه وقوى مستشاريه العقلية، أن استمرار خلافه مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كان سيفقده، وقد أفقده فعلاً، حليفاً مسيحياً "قوياً"، كما سيجعل، وقد جعل فعلاً، من الرئيس المكلف فريقاً ضعيفاً "سلاحه المكابرة والعناد في عزّ الأزمات والمآسي" في مواجهة فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المتسلّح بأنه الممثل شبه الوحيد للمسيحيين وزارياً "في ظل الإنسحاب الكتائبي والإنكفاء القواتي".

عدم تسمية كتلة "الجمهورية القوية" للحريري وبطبيعة الحال إحجام "القوات" عن المشاركة في حكومة الحريري، أخلى الساحة أمام الفريق الرئاسي ليكون الأقوى بلا منازع، فحزب "القوات"، لو سمَّى وشارك، لكان من حقه الحصول على حقيبتين في صيغة الـ 18 وزيراً أو ثلاث حقائب في الصيغ العشرينية، الأمر الذي ترك الرئيس المكلف بلا حَيْل ولا حيلة.

المعضلة التي يواجهها الرئيس المكلف في عملية تشكيل الحكومة على قاعدة "لا ثلث معطلاً لأحد"، صنعها الحريري بنفسه لنفسه، فالاستمرار في رفع جدار فصل بينه وبين جعجع فرض أن يكون التوزيع محصوراً بثلاثة أفرقاء، هم: فريق الرئيس عون (باسيل ضمناً) وفريق الرئيس الحريري وفريق الثنائي الشيعي.

مجرَّد قسمة عدد الوزراء على الرقم (3)، أياً كان حجم التشكيلة، سيمكِّن الفريق الرئاسي من الحصول على الثلث المعطل، إما من خلال الإصرار على التفرّد بمعظم التمثيل المسيحي، وإما بالشراكة مع "الثنائي" و/أو وزير النائب طلال ارسلان بحكم المصالح الظرفية، وإما بحكم التحالف بين التيار الوطني الحر وأحد طرفي "الثنائي" خصوصاً في، وبسبب، القضايا الاستراتيجية.

اليوم، فات أوان عودة حكيم "القوات" عن موقفه، فالمعضلة "الحريرية الصنع" أدّت إلى حتمية قسمة التشكيلة على (3) أفرقاء، والتي من خلالها يمكن لفريقي رئيس الجمهورية والثنائي تشكيل ثلث معطل عند الحاجة، وعند الضرورة تأمين النصف زائداً واحداً، عدا عن إمكانية اختراق فريق رئيس الحكومة في حالات معينة وبشكل مفاجئ.

عملياً، قد يشكّل ضم فريق رابع، ولو بعدد محدود، حلاً لمعضلة قسمة التشكيلة على (3) أفرقاء، وبديلاً يملأ الفراغ الذي تركته "القوات"، وفي الوقت نفسه قد يساعد على تحقيق شرط "لا ثلث معطلاً لأحد". لكن من هو هذا الفريق، من يمثل، هل هو مؤهل وهل يرضى به بقية الأفرقاء؟

من أساسها إلى نتائجها، المعضلة "حريرية 100%"، لذا ليس بمقدور من صنعها القول "لو كنت أعلم"، فإما تأمين البديل عمّا فرّط به، وإما التسليم بالتشكيل وفق الأمر الواقع على رأس الشعب اللبناني لا على رؤوس بضعة أشخاص.

 

  • شارك الخبر