hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

لماذا "تفرمل" الهجوم الأميركي ضد الحكومة؟

الأحد ١٢ تموز ٢٠٢٠ - 23:51

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين ليلة وضحاها، تبدل المشهد السياسي كثيرا، فالمواجهة التي حصلت مطلع الأسبوع الماضي بين السفيرة الأميركية دوروثي شيا ورئيس الحكومة حسان دياب انتهت بجولة للسفيرة على المرجعيات السياسية، وغداء إلى مائدة رئيس الحكومة حسان دياب وزيارتين الى عين التينة في اقل من 24 ساعة.

المتغيرات لها أسباب وظروف ويصعب فك شيفراتها اليوم، حيث ستتضح لاحقاً مع الوقت. لكن هذا لا يلغي التناقضات الكثيرة. ففيما كانت السفيرة تُشارك دياب الخبز والملح، كانت التظاهرات تحيط بسفارة عوكر مع هتافات عدائية لسياسة الولايات المتحدة الأميركية. وجه آخر من التناقضات ظهر مع زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي على وقع احتجاجات صاخبة امام مطار بيروت، فيما كان الجنرال الضيف يحظى بإهتمام رسمي وحفاوة حيث حلّ.

قد يكون ما حصل يصب في خانة استراتيجية جديدة تعتمدها واشنطن بالتمييز بين لبنان الرسمي وبين حزب الله، او من خلال قراءة أميركية وغربية معدلة للحفاظ على استقرار لبنان وعدم انزلاق الأمور فيه نحو مخاطر وانهيار أكبر، في اطار الحفاظ على مصالح حلفاء واشنطن والدول الكبرى في المنطقة ولبنان.

ثمة من يتحدث عن قرار أميركي بفرملة الهجوم وعدم الاسترسال في التصعيد والضغط على لبنان، وفصله عن مسار العقوبات على سوريا. وتضع مصادر فريق 8 آذار التصعيد السابق في اطار الموقف التكتيكي، وانه تغير بناء على معطيات تتعلق بشكوى حلفاء واشنطن بإن الحصار أضَرّ بهم ولم يؤلب الرأي العام وكل الشارع ضد حزب الله، وان تأثيرات الحصار بقيت خارج بيئة حزب الله.

تؤكد مصادر 8 آذار ايضاً ان واشنطن تحسست من خيارات الذهاب نحو الشرق لفك الحصار، وإجراءات السلطة من اجل ضمان البقاء في الحكم، ولو طالت المحنة لأشهر او سنوات.

المؤكد ان واشنطن تقوم بتغيير قواعد اللعبة، فهي خففت اللهجة الهجومية ضد الحكومة على الرغم من ان حكومة الرئيس حسان دياب برأي الأميركيين هي حكومة اللون الواحد وحزب الله، كما بدت المؤشرات واضحة ايضاً في معاودة المفاوضات بين صندوق النقد الدولي ولبنان على الرغم من تحفظات الصندوق على عدم توحيد أرقام الخسائر الرسمية وإحجام الحكومة عن الاصلاح، اضافة الى المحاصصة التي جرت في التعيينات المالية والكهرباء.

لا يمكن التقليل ايضا من وهج زيارة الجنرال ماكينزي في ذروة الاشتباك الايراني - الأميركي وما تشهده الساحة اللبنانية، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي جدد حرص بلاده على أمن لبنان واستقراره وسيادته. وأهم ما في الزيارة الاستثنائية انها أتت على توقيت هجوم وزير الخارجية مايك بومبيو في اتجاه حزب الله، مما أظهر التمايز الأميركي في التعاطي مع المؤسسة العسكرية واستمرار الجانب الأميركي بدعم الجيش بالبرامج والعتاد والدراسات والتأهيل، في وقت تم حجب المساعدات الأميركية ووقفها في عدد من الدول بفعل جائحة الكورونا التي ألزمت الادارة الأميركية باجراءات تقشف واسعة.

  • شارك الخبر