من خارج السياق جاءت المعطيات عن اجتماع للقوى المسيحية يعقد اليوم في بكركي، يشارك فيه ممثلون للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
ولئن أريد للقاء أن يبقى قيد الكتمان وبعيدا من الإعلام والتداول العام، تكمن رمزيته الجامعة في أن من شأنه إضفاء عنصر إيجابي كان لا يزال حتى الأمس غائبا، بفعل التباين في وجهات النظر، ولا سيما بين التيار والقوات وغياب الثقة والشخصانية والابتعاد عن المشتركات، ما خلا التقاطع الشهير على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
في المعلومات أن اللقاء باستضافة البطريركية المارونية وبدعوة منها، عُدَّ استكمالا لمبادرة سابقة لراعي أبرشية انطلياس المطران انطوان بو نجم الذي سبق أن تحرّك رئاسيا قبل أشهر ليعود فينكفئ نتيجة الظروف التي عاكسته، وغياب وحدة الرؤية ادى القوى المسيحية.
يرمي اللقاء الى محاولة للاتفاق على ورقة سياسية تكون بمثابة خريطة طريق وحدوية لتحقيق الانفراج المطلوب، بدءا وليس انتهاء بوضع حدّ للفراغ الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد.
ويأخذ التباحث في الاعتبار، بالتأكيد، الظروف المتشابكة المحيطة بلبنان، ولا سيما التعقيدات الناتجة من الحرب على غزة والمعارك الحاصلة جنوبا، انطلاقا من ضرورة الفصل بين الساحتين كحاجة ملحة لا يتقدّم عليها اي حاجة أو اعتبار آخر، ومن شأنها وحدها أن تفكّ العقدة الرئاسية مقدمة لحل سياسي ولبدء معالجة عاجلة وفاعلة للأزمة الاقتصادية والمالية.
سيشكّل اللقاء أيضا فرصة لمخاطبة المكون الشريك، وتحديدا الثنائي الشيعي، ولحضّه على الخروج من التعطيل الحاصل بقرار واضح معروف الوجهة والغاية، الى رحاب شراكة حقيقية وحقّة تعيد الاعتبار الى المناصفة باعتبارها ضمانة وجودية لا مجرّد شعار يُتغنى به في المناسبات، ويُضرب عرض الحائط عند الحاجة.
جاء خبر اللقاء في بكركي بالتزامن مع دخول حراك سفراء المجموعة الخماسية في مدار الأعياد، بحيث تقرّر أن يتوقف هذا الحراك نحو ٣ أسابيع، يُعاد فيستأنف بلقاءات جديدة مع الأفرقاء المعنيين، ولا سيما مع التيار الوطني الحر وربما تيار المردة وآخرين، على أن تؤخذ في الاعتبار الظروف وأي مستجدّ من شأنه أن يفرض نفسه على المجموعة.