يراوح الملف الرئاسي في حلفة مفرغة، متحديا الجهد الذي تبذله مجموعة السفراء الخمسة ودينامية التواصل الذي يسعى اليه تكتل الاعتدال الوطني في المرحلة الثانية من مبادرته الرئاسية.

وثمة ضغط محلي- دولي لاستغلال الهدنة المحتملة في غزة من أجل الفوز بانتخاب الرئيس العتيد. لكن الهدنة لا تزال رهن الحوارات الحاصلة والعناد المتبادل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس، مما يعني أن المجهود الرئاسي لا يزال حبرا على ورق، ما لم يُبنَ على أساس متين.

هذا التعثّر الفلسطيني جعل المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين يجمّد محركاته ودفع الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان الى تعليق زيارته الى بيروت، بما أن الإثنين يتنظران تطورات يُبنى عليها.

وكان الاستحقاق الرئاسي قد حضر في الافطار الذي أقامه السفير السعودي وليد البخاري على شرف مفتي الجمهورية ومفتي المناطق. وهو تحدث عن مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس اذا حسنت وصدقت النوايا وان الخير آتٍ على لبنان مهما اشتدت معاناة اللبنانيين، وفق البيان الذي أصدرته دار الفتوى إثر الإفطار.

ومع التداول بمرشحين جدد وقدامى تأسيسا على حركة سفراء المجموعة الخماسية ومبادرة تكتل الاعتدال، لا يزال الثنائي الشيعي مصرّا على ترشيحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بما يعني مخالفته الرأي الغالب بضرورة الذهاب الى المرشح الثالث الذي يمكن أن يؤمّن توافقا عاما. هذا يعني فيما يعني أن الظرف لم ينضج بعد، على الرغم من نوافذ تفتح بين الفينة والأخرى لكنها لم تُثبت جدواها بعد.

في الانتظار، تُرتقب كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في العشاء الذي يقيمه التيار اليوم في الذكرى الـ٣٥ لحرب التحرير في ١٤ آذار ١٩٨٩.

ويُتوقع أن تأتي كلمة باسيل شاملة لا سيما من حيث خيارات التيار في الملح من الملفات، في مقدمها العلاقة مع حزب الله والشأن الرئاسي والتطورات الجيوسياسية المرتقبة في المنطقة في اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة.