إستمع للخبر

ميرا جزيني
لم تصدق التوقعات بعد بقرب تحريك الملف الرئاسي محليا مع بداية السنة الجديدة. فلا رئيس مجلس النواب نبيه بري بادر، ولا أي من الأفرقاء المحليين يبدون رغبة للخوض راهنا في الشأن الرئاسي، ربما لتسليمهم بأن قرع طبول الحرب في غزة وعند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية يعلو على أي اهتمام آخر.
ما ظهر حتى الآن في جانب المؤثرين لبنانياً، يمكن تلخيصه بالآتي:
١-حزب الله مقفل على أي نقاش خارج سياق حربه مع إسرائيل. ولا يبدي استعدادا للخوض في أي شأن آخر.
٢-باريس أُسقط من يدها، ولم تعد قادرة على قيادة مبادرة فعلية وحقيقية، نتيجة مجموعة الأخطاء التي وقعت فيها في السنتين الأخيرتين وجعلتها تخرج عن حيادها وعن دورها التوفيقي والوسيطي المفترض. وليس أقل تلك الأخطاء انحرافها نحو البزنس السياسي وانشغال أركانٍ في الإليزيه بترتيب صفقات لبنانية ومكاسب لقاء تسويق ما عُرف بمبادرة سليمان فرنجية- نواف سلام. بهذا المعنى، تصبح زيارات الموفد الرئاسي جان- إيف لودريان حراكا لاستجلاب الإهتمام ليس إلا. وليس خافيا أن المسؤولين اللبنانيين لم يعودوا بالجدية نفسها عند مفاتحتهم باحتمال أن يستأنف لودريان مهمته.
٣-واشنطن تبدي اهتماما استثنائيا، هذه الأيام، بالشأن اللبناني. وتُظهِر ضرورة بدء المعالجة الفعلية للأزمة انطلاقا من انتخاب رئيس جديد. لذا من المتوقّع أن ترفع منسوب حراكها، سواء في المجموعة الخماسية أو عبر ديبلوماسيتها. ويُنتظر الدور الذي ستضطّلع به السفيرة الجديدة ليزا جونسون والتوجّهات التي ستحملها من الإدارة الأميركية، إلى جانب تفاعلها مع المهمة التي يقوم بها المستشار الرئاسي آموس هوكستين. وليس خافيا أنّ واشنطن ترمي من إنهاء الأزمة السياسية بادئ ذي بدء، إلى حماية إنجاز الترسيم البحري ومباشرة ترتيب الحدود البرية مع إسرائيل، كعنصرين لازمين من وجهة نظرها لتطويق حزب الله ودوره الداخلي والخارجي.
٤-الدوحة تواصل مسعاها اللبناني، وإن بتكتّم. وتبدي رغبة جادة في تحقيق اختراق واقعي وثابت. وهي راهنا في طور بلورة تصوّر جديد على ما يبدو، قائم على سلة كاملة العناصر تشمل فيما تشمل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وهي تعمل على تحضير الأرضية، لبنانيا وسعوديا وأميركيا، تمهيدا لطرح هذا التصوّر رسميا.