hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

الحريري... يتحدث كالطبيب ويتصرف كالعليل

الخميس ٩ تموز ٢٠٢٠ - 23:34

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في الحديث الصحفي الذي أدلى به، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، يوم أمس الخميس، وتطرق فيه إلى العديد من جوانب الأزمة اللبنانية مستعرضاً كيفية بناء الدولة من جديد، بدا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وكأنه "طبيب دولة"، ليس كغيره من "أطباء الدولة" المتربعين على عروش السلطات الفاشلة ممن يعرفون الداء ومن صنَّاعه، بل كالطبيب الأخير الذي بيده الدواء.

وزيادة في المهنية "الطبية"، قدَّم الحريري الدعم النفسي للمواطنين بقوله: "أنا أقول للبنانيين: لا تقولوا إنه ليس هناك أمل، الأمل يجب أن يكون دائماً موجوداً، والحلول موجودة، وجمعينا يعلم ما الذي يوقف الحلول اليوم، وما هي الطريقة التي تمكننا من تحقيق هذه الحلول". وأيضاً وصف الدواء الشافي بقوله: "لبنان يحتاج إلى حكومة قادرة على اتخاذ قرارات منذ اللحظة الأولى والمضي بالإصلاحات التي ستحزن جميع الأفرقاء". وليس أخيراً حدّد المنطلق الصحيح بقوله: "علينا أن نساعد أنفسنا، علينا أن نعرف حجمنا كدولة في المنطقة، وعلينا ألا نسمح للعالم أن يتلاعب بنا... إذا تركنا العالم يتلاعب بنا فسيبقى وضعنا كذلك".

إلا أن الحريري، ومن خلال آلية التطبيق التي ذكرها في الحديث نفسه، بدا كـ "العليل الأوَّلِ"، الذي يريد تناول الدواء لوحده، أو على الأقل قبل غيره من الأعلَّاء "زملاء السلطة"، والتي تضمَّنت قوله: "لكي نخرج السياسة من عمل الدولة، الحزبيون يجب ألا يكونوا في الدولة، بل يجب أن يكون هناك أشخاص يعملون من أجل مصلحة المواطن اللبناني"، وكأنه ليس منهم. وإجابته عن سؤال: ماذا عنك أنت؟ بالقول: "أنا ضَحَّيت، بماذا يمكنني أن أضحي أكثر؟" وكأنه أدى قسطه ويريد حصد ما زرع.

وزيادة في "العلَّة"، اشتراط الحريري "سلفاً"، للعودة إلى رئاسة الحكومة: "إبعاد النائب جبران باسيل، وعدم مشاركة حزب الله، ومنح الحكومة سلطة مطلقة".

عموماً، وبالملموس، كل الحكومات كانت محكومة، بلا عيون سليمة وبلا عقول ناشطة وبلا إرادة حرة وبلا يد طائلة، فما الذي سيتغيّر إن كان تشخيص الحريري عاماً والدواء خاصاً؟

هل يفعلها الحريري ويقر بفشل النموذج الذي اعتمده ولم يخرج عنه ويتصرف بواقعية، تجنباً للخسارة الكاملة على صعيد البلد والمستدامة على المستوى الشخصي؟

أم سيبقى يتحدث كالطبيب الأخير ويتصرف كالعليل الأوَّلِ، مردِّداً بينه وبين نفسه "لو كنت أعلم ما ضَحَّيت"؟

  • شارك الخبر