hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

الجولة المارونية للخماسية: محاكاة واقعية لقضم الرئاسة!

السبت ١٦ آذار ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حَظيت توطئة الجولة الجديدة التي يستعدّ سفراء مجموعة الدول الخمس للقيام بها مطلع الأسبوع المقبل، وتشمل في ما تشمل الرئيس ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، باهتمام لافت محلي وخارجي، بالنظر إلى أنها الأولى من نوعها مارونياً على مستوى العمل الجماعي للسفراء الخمس، بعدما سبق أن اقتصرت جولتهم السابقة على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
تكمن أهمية الجولة الجديدة في أنها تحاكي مباشرة الهواجس المسيحية، والمارونية على وجه التحديد، الكامنة في الإيغال في تغييب القيادات المسلمة الموقع الأول في الدولة، وما ينتج عن هذا التغييب من تهميش وتآكل في الصلاحيات والموقع والرمزية، حتى بات دارجا القول إن في مقدرة الدولة أن تعيش وتستمر بلا رأس، وتاليا لِمَ الحاجة الى الرئيس؟
كما تكمن أهمية الجولة الخماسية الجديدة في أنها تصلح لأن تكون محاكاة واقعية لمخاطر إستمرار الفراغ الرئاسي، وانعكاساته على الشراكة والميثاقية، وهما حجر الأساس في إعادة بناء الدولة والمؤسسات بعد الترهّل الذي أصاب البنيان نتيجة الانحطاط الذي حصل على مستوى ممارسة السلطة والحكم منذ بدء عهد الجمهورية الثانية بداية تسعينات القرن العشرين.
وصار واجبا أن يتلمّس سفراء الخماسية هذا الواقع اللبناني المختلّ لتكون الصورة على أتمّ الوضوح في دوائر القرار المؤثّرة، نظرا الى ما هو متوقع من تداعيات في حال أصرّ المكوّن السياسي المسلم على الاستمرار في الممارسة المشوهة والمجتزأة للسلطة والمستأثرة، عن طريق تغييب مقصود لموقع الرئاسة عبر الإصرار على تعطيل الاستحقاق الرئاسي، بداية بحجة ضرورة الاتيان برئيس يحمي ظهر المقاومة، واليوم بذريعة انتظار انتهاء الحرب في غزة قبل أي نقاش محلي آخر، ولا سيما في الملف الرئاسي.
وتضغط المجموعة الخماسية من أجل تكريس فصل لبنان عن أي تأثير خارجي، وخصوصا الحرب في غزة، لاقتناعها بأنّ انتخاب الرئيس من شأنه تحصين الداخل والتمهيد لانطلاقة إصلاحية باتت ملزمة من أجل تحقيق التعافي المالي والاقتصادي.
ويزداد رهان الخماسية على أن تقدّم أي هدنة في غزة فسحة ملائمة لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، بحيث يجري الاستثمار فيها إيجابا، وهذا يتحقّق حكما بتكريس الفصل مع غزة.

  • شارك الخبر