hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

اشتباك جنبلاط والحزب..أوله "كسارة" وآخره توازنات وأحجام

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٩ - 06:16

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كان ينقص المشهد المتوتر في شأن حادثة كفرمتى والذي يشق الطريق بصعوبة نحو المعالجة أن يحصل التصعيد من قبل حزب الله تجاه المختارة، في هجوم شنه الامين العام السيد حسن نصرالله ضد النائب السابق وليد جنبلاط، ناسفاً التسوية السياسية معه ومفجراً قنابل من العيار الثقيل في ملف عين دارة وحادثة قبرشمون تحت عنوان إعادة رسم التوازنات وتحديد الاحجام والاوزان.
بالطبع ما كان حزب الله لينسف كل الجسور في العلاقة التي بنيت في أعقاب التسوية السياسية على أساس ربط النزاع مع المختارة لو لم يتخط جنبلاط السقف ضد حزب الله الذي يعتبر أنه هدد ما ارسته التفاهمات السياسية الاخيرة .
الاهتزاز الكبير في العلاقة حصل لأسباب عدة، منها أن الانتخابات النيابية الاخيرة ومفاوضات تشكيل الحكومة وتنامي ادوار ثنائية الحريري وباسيل أربكت زعيم المختارة وفاقمت شعوره بأنه المتضرر من تفاهمهما، فراح يطلق النار عشوائياً ليصيب الجميع بمن فيهم تيار المستقبل قبل أن يستقر مؤخراً على تحديد محور الهجوم باتجاه رئيس التيار وحزب الله طاوياً صفحة التوتر مع السراي.
التحول الجنبلاطي بدأ بالاستهداف المباشر للحزب في معمل عين دارة من خلال حرب تغريدات عن الدور الايراني كان هدفها كما تقول اوساط في فريق 8 آذار إحياء دور مفقود وميت منذ فترة وتفعيل محور سياسي معين.
بدون شك فان العقوبات الاميركية الاخيرة كانت عاملاً مساهماً في تحميس جنبلاط لكنها ليست الدافع الوحيد.
الاشتباك الاخير بين حارة حريك والمختارة لا يشبه غيره من التوترات التي جرت بعد التسوية السياسية، لكن التراشق الكلامي اليوم صار بالمباشر بين القيادتين في حارة حريك والمختارة .
وضع الامين العام النقاط على الحروف ورسم صورة "ضعيفة" لوليد جنبلاط المنقلب على التفاهمات والباحث عن دور مفنداً وقائع حول عملية تفاوض حصلت في موضوع معمل عين دارة، تظهر جنبلاط بدور الاقطاعي والرأسمالي الذي يريد حصة في كسارة والعودة الى سوريا للمشاركة والربح من إعمارها.
اخطر ما قاله نصرالله وفق اوساط المختارة كان في الاطار الذي وضع نفسه فيه بانه المقرر والحاكم النهائي في قضية قبرشمون بقرار الاحتكام الى المجلس العدلي، موحياً أنه المتصرف بموضوع الحكومة ومن يديرها مع حلفائه بدون انتظار نتائج التحقيقيات.
في حين أعاد وليد جنبلاط رسم خطوط العلاقة مع حارة حريك، "لا شيء يجمعنا إلا الموضوع الفلسطيني ووجهة النظر من العدو الاسرائيلي، لكن الخلاف مستمر في الملفات الداخلية وموضوع العلاقة مع سوريا ومع العرب والخليج. أما الحديث عن معمل عين دارة فهو تبسيط للموضوع وليس جنبلاط من يساوم على صحة الناس ومعامل الموت".
لا يخفى على احد أن جنبلاط منزعج من انحياز حزب الله الى جانب الفريق الآخر في موضوع حادثة البساتين، فاراد تثبيت معادلة سياسية مختلفة بأنه لا يزال الاقوى على الساحة الدرزية ولم يخرج مهزوماً من معركة الجبل الاخيرة وأنه قادر على الاطاحة بالتفاهمات الكبيرة لصالح إرساء توازنات جديدة مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وبعد أن قام بترتيب وضعيته السياسية وإزالة الصورة التي خلفتها حادثة قبرشمون مع حلفائه على الساحة المسيحية.
أوساط فريق 8 آذار تحمل المختارة مسؤولية كبيرة في ما هو حاصل راهناً على مستوى العلاقة، "اخطأنا كثيراً بالتسوية مع جنبلاط ونفخ حجمه السياسي ومراعاة وضعه في أكثر من موضوع منها مراعاة لحيثيته السياسية وما يمثله عندما كان من ضمن خطوط الانتظام السياسي .
السؤال الذي طرحه نصرالله عن الدافع للعودة الى المرحلة الماضية وفق أوساط 8 آذار أراد من خلاله تذكير جنبلاط بأدوار له في مرحلة سياسية تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري عندما حاول القفز فوق التوازنات وما افضت اليه من نتائج لم تكن لصالحه ليصبح قائداً لمحور معين.
تعتقد الاوساط في 8 آذار ان وليد بيك ليس قادراً على الاستمرار في نهجه الاخير لأسباب عدة بحكم التحولات السياسية الاخيرة وموقع فريق 8 آذار الذي أفرزته الانتخابات، ولان جنبلاط لم يعد يحتكر الساحة الدرزية وحده وصار له شركاء هم حلفاء لحزب الله الذي يرفض التفريط بحقوقهم .
المطروح اليوم أن يعيد جنبلاط ترتيب أولوياته بعد أن اصطدم بموانع سياسية واختلطت الامور عليه في شأن الواقع السياسي الجديد. إلا أن العلاقة بين حزب الله وجنبلاط وفق اوساط 8 آذار لو أعيد ترتيبها لن تعود كما كانت. فحزب الله لم يهضم الكلام الذي ساقه جنبلاط حول عدم لبنانية مزارع شبعا وهذا ما عبرت عنه تغريدة النائب بلال عبدالله الاخيرة" ان معمل فتوش نقطة في بحرهم لنفتح كل الملفات".

  • شارك الخبر