hit counter script

الحدث - شارل جبور

لهذه الأسباب سيرشح الحريري عون

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

دخل الاستحقاق الرئاسي في دائرة الجمود مجددا ما لم يطرأ أي تطور يعيد تحريكه ويتصل حصرا بموقف الرئيس سعد الحريري لجهة ترشيحه العماد ميشال عون، وذلك للأسباب الآتية:
أولا، لأن السيد حسن نصرالله أعلن موقفه المتمسك بعون، وبالتالي هو في غير وارد إعادة النظر بموقفه القديم-الجديد.
ثانيا، لأن النائب سليمان فرنجية ربط انسحابه بموقف الحريري، لا نصرالله.
ثالثا، لأن الانتخابات الرئاسية باتت تتوقف على دعم الحريري لخيار عون، حيث تتأمن عبر هذا الدعم الأكثرية والميثاقية معا وربما الإجماع أيضاً.
فالكرة الرئاسية أصبحت الآن في ملعب الحريري، خصوصا ان نصرالله أعلن رفضه ممارسة أي ضغوط على حلفائه، وتحديدا على فرنجية للانسحاب لعون، فضلا عن ان تأييد الحريري لعون يسقط أي ذريعة أمام "حزب الله" لعدم انتخابه، سيما انه تخلى في إطلالته الأخيرة عن السلة، ما يعني ان المطروح الانتخابات الرئاسية حصرا، وبالتالي لم يعد من حاجز أمام إنهاء الفراغ إلا موقف الحريري.
وحيال هذا الوضع المستجد لن يتأخر الحريري عن إعلان دعمه لترشيح عون للأسباب الآتية:
١)لأنه يرفض ان يتم تحميله مسؤولية الفراغ الرئاسي من الآن وصاعدا، هذه المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتق "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، ولكن بعد ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد عون، وتجديد نصرالله التمسك به، وربط فرنجية انسحابه بموقف الحريري، أصبح الفراغ مسؤولية حريرية.
٢)لأنه يرفض ان يتم تصويره وكأنه ضد وحدة الموقف المسيحي، وان يصار إلى استغلال موقفه لدفع البلاد نحو مواجهة من طبيعة طائفية تحاصر الاعتدال السني بين الفتنة المذهبية من جهة، والصراع الطائفي من جهة ثانية، والتطرف السني من جهة ثالثة.
٣)لأنه يرفض ان يتم تحميله مسؤولية رفع الغطاء المسيحي عن اتفاق الطائف، باعتبار ان إسقاط مبادرة جعجع-عون سيولِّد مناخا مسيحيا رافضا لهذا الاتفاق ومحملا نصوصه مسؤولية إضعاف دورهم وتأثيرهم، فيما الموافقة على ترشيح عون سيولِّد ارتياحا مسيحيا ويؤدي إلى تثبيت الطائف وتفعيله.
٤)لأنه يرفض ان يتم تصويره وكأنه ضد الرئيس القوي تمثيليا، باعتبار ان الحجم التمثيلي لفرنجية محصور في زغرتا، فيما التمثيل العوني عابر للمناطق.
٥)لأنه يرفض ان يتم تحميله تداعيات الفراغ على الوضعين الاقتصادي والأمني في ظل ازدياد الضغوط الاقتصادية وتراجع المؤشرات المالية.
٦)لأنه يرفض استمرار المراوحة السياسية بل التعطيل السياسي الحكومي والنيابي، هذا التعطيل غير الممكن تجاوزه إلا بانتخابات رئاسية تعيد الانتظام لعمل المؤسسات الدستورية.
٧)لأنه يرفض البقاء في الخارج في لحظة تحولات في المنطقة مع انطلاق مفاوضات السلام السورية، وحاجته للعودة إلى لبنان من باب رئاسة الحكومة، وبالتالي لن يفرِّط بفرصته الحكومية التي لاحت مع التوافق على انتخاب العماد عون، خصوصا ان انتخاب الأخير يتوقف عليه.
٨)لأنه يرفض تحميله مسؤولية الإطاحة بحركة ١٤ آذار التي تشكل خشبة الخلاص للعبور إلى الدولة، وتبقي المواجهة ضمن الإطار الوطني، لا المذهبي ولا الطائفي.
٩)لأنه كان سبق له ورشح العماد عون، ولن تُعتبر خطوته تراجعا أو انكسارا أو تنازلا، بل أحد خياراته الرئاسية.
١٠)لأنه يتقن الواقعية السياسية وفن الممكن، وأثبتت تجربته انه يبدّي الواقعية على المبدئية، وبالتالي لن يفوِّت على نفسه والبلد فرصة إنهاء الفراغ الرئاسي.
١١)لأنه يدرك ان استمرار غيابه عن لبنان سيزيد من تراجع الاعتدال لمصلحة التطرف، كما تراجع فعالية تياره السياسي وحضوره داخل البيئة السنية.
١٢)لأنه يرفض جعل الفراغ ممرا للمؤتمر التأسيسي أو غيره، بل هو على أتم الاستعداد للقيام بأي خطوة تحافظ على هيكل الدولة، وتقوي مشروع الدولة على حساب الدويلة.
فلكل هذه الأسباب وغيرها سيرشِّح الرئيس الحريري العماد عون قريبا من أجل إنهاء الفراغ الرئاسي والعودة إلى لبنان وفتح صفحة وطنية جديدة وتحصين الاستقرار وتمتين الوحدة....
    

  • شارك الخبر