hit counter script

الحدث - جورج غرّه

"المصلحة الوطنيّة"... إلى ما بعد بعد الصوم

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 05:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قطار الحكومة لا يزال متوقفاً في محطة قد تصبح شبيهة بمحطات القطار المتبقية في لبنان، أكل هيكلها الصدأ وتهالكت سككها بفعل الزمن، وأصبحت غير صالحة لا لتمديد ولا لجديد.
لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس الحكومة تمام سلام لم يخرج بأي جديد، إلا أنه أبقى الصحافيّين في الخارج ينتظرون لساعة وربع الساعة من دون أي تصريح ومن دون أية تسريبات إعلاميّة سوى عبارة "الاتصالات مستمرة".
الساعة والربع لم تغير شيئاً في المأزق الحكومي ولم تطرح حلاً جديداً، فسلام الذي قصد عين التينة للاستماع إلى مشورة بري، غادرها من دون جدوى، لأنه وجد بري صائماً عن الكلام وتقديم النصائح وكأنها كانت جلسة لتبادل النظرات، ما دفع سلام إلى اتخاذ قرار الصوم عن الكلام أيضاً أثناء مغادرته واكتفائه بإبتسامة كئيبة.
"إذا كان أي طرح من فضّة فإنّ السكوت من ذهب"، هذا الشعار رفعه الرئيس بري وسيستمر برفعه إلى حين إقناع العماد ميشال عون ولو بـ"أونصة من الفضة"، على الرغم من اقتناع بري بأنّ الأزمة أصبحت كبيرة جداً وأوسع من مظلته الحكومية، وهو وضع الدعوة إلى جلسة للحكومة بميزان الرئيس سلام، وأكد له أنّه سيحضرها في حال انعقادها، فهل سينجح الرئيس سلام في دوزنة أوزان ميزانه بين مكوّنات حكومته المتخاصمة؟
سلام الذي اطلع على موقف كل الأطراف السياسية في حكومته، أدرك أنّ جلساته لن تكون منتجة وأنّ آليّة العمل الحكومية في ظل الشغور الرئاسي تسمح للتيار الوطني الحر وحزب الله والمردة والطاشناق بتعطيل اي قرار حكومي ما لم تُبَت التعيينات الأمنيّة بشكل نهائي.
في المقابل، ترفض المكوّنات الأخرى للحكومة البحث في التعيينات الأمنيّة قبل شهر أيلول أو قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وكثرة المواقف التصعيدية من الجهتين ستُوسّع الأزمة ما سيُشكل خطراً على حكومة "المصلحة الوطنية"، فيما تقف إبرة الميزان في الوسط تتلقى الصدمات، ولقاء عين التينة شرّع الفرصة الرمضانيّة التي مُنِحَت للحكومة، ومرضُ التمديد أصاب الحكومة هذه المرة ولكن على صعيد تمديد الأزمة إلى ما بعد بعد رمضان.
 

  • شارك الخبر