قدم المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر تقريره عن التدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية وتعاون حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع روسيا، والنتيجة: ترامب بريء.

للوهلة الأولى، لا يُمكن لمن يتابع المسلسل الدرامي الأميركي منذ سنتين حتى اليوم تصديق نتيجة التحقيق.

فجأة تبخّرت كلّ الاتهامات التي سيقت ضدّ الرئيس الأميركي وأطلقها الديموقراطيون حول تعامله مع روسيا وتدخّلها في الانتخابات، وذلك من اليوم الأول لإعلان فوزه بالانتخابات وقبل تسلّمه مقاليد السلطة من سلفه الرئيس باراك أوباما والتي وصلت حدّتها منذ فترة إلى اعتبار الرئيس الأميركي عميلاً لروسيا.

سنتان من التحقيقات ترأسها مولر شهدت سجن رئيس حملة ترامب بول مادافورت ومحاميه السابق مايكل كوهين، فضلاً عن عدد من الشهادات والابتزازات، بهدف واحد هو ممارسة الضغط النفسي والمعنوي والسياسي عليه لأخذ دعمه تجاه إسرائيل.

ويقول مراقبون إنه "يجب إعادة التذكير بقرارات ترامب، خصوصاً في السياسية الخارجية وتحديداً في الشرق الأوسط". وأضافوا: "عادة ، وحصل ذلك في الماضي كان يستعمل الرؤساء الأميركيون السياسة الخارجية للخروج من أي مأزق يواجهونه في الداخل الأميركي، فيتّخذون قراراتهم بدقّة وعناية كبيرة"، مؤكدين أن "على المرء التعمّق بهذه القرارات وليس فقط متابعتها كخبر أو موقف سياسي عابر".

والقرارات التي اتّخذها ترامب وشكّلت دعماً أعمى لإسرائيل في شكل لم يقدّمه أي رئيس أميركي في السنوات العشرين الماضية، باعتراف المحيطين به والقادة الإسرائيليين، وهي:

1- الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها وقيام دول عدّة بخطوة مماثلة.

2- الاعتراف الأميركي بالجولان أرض إسرائيلية، مع ما يُشكّل ذلك من توسّع أراضي الاحتلال، وتأكيد نتنياهو أن ترامب أفضل صديق لإسرائيل.

3- إعطاء منظومة الدفاع الجوي الأميركي "ثاد" لإسرائيل ونشر جنود أميركيين معها.

4- الدعم الأميركي الكامل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية بعد نحو أسبوعين.

5- الترويج الأميركي لـ"صفقة القرن" كما يريدها الإسرائيلي حرفياً.

6- إعطاء إسرائيل الحرية الكاملة في التصرّف للدفاع عن نفسها في غزة وسوريا ولبنان، حيث تشير مصادر إلى أن "ترامب أعطى تل أبيب الضوء الأخضر لضرب "حزب الله" ولديها حرية تحديد التوقيت".

7- اعتبار وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أن "ترامب مرسل من الله لإنقاذ اليهود من إيران"، وتأكيد المسؤولين الأميركيين أن دعم أميركا لإسرائيل أقوى من أي وقت مضى. وقد قال الرئيس ترامب سأفوز بـ98 في المئة من الأصوات إذا ترشحت في الانتخابات الإسرائيلية".

8- إعطاء الشرعية الأميركية لأنبوب الغاز "إيست ميد".

وفي السياق، تؤكد مصادر مطلعة أن "هذه القرارات غير المسبوقة لرئيس أميركي أوصلت مسار التحقيق إلى هذه النتيجة التي هي أكبر انتصار لترامب منذ سنتين في وجه كل منتقديه وخصومه الذين راهنوا على نتيجة التحقيق لعزله أو التأثير في الناخب خلال انتخابات العام المقبل".

فهل ردّ ترامب كان حاسماً؟ وهل سيفوز بولاية ثانية ؟