hit counter script

الحدث - غاصب المختار

مناورات متعددة الأهداف: تمهيد لتراجعات أو متغيرات؟

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 04:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بدا من وقائع الأسبوع الماضي من تحّركات ومواقف القوى السياسية المتعلقة بتشكيل الحكومة، وكأن هذه القوى تقوم بمناورات متعددة الأهداف لجسّ نبض الخصوم أو الأطراف المشاركة والمؤثرة في تظهيرالتشكيلة الحكومية، عبر طرح مقترحات بعضها معلوم سلفاً أنه سيسقط فورا، وبعضها الآخر قابل للنقاش، وبعضها الثالث لتحقيق مكاسب أو تسجيل نقاط، خاصة مع إصرار قيادات ومصادر "التيار الوطني الحر" على إشاعة أجواء تفاؤلية بقرب تشكيل الحكومة وقبل عيدَي الميلاد ورأس السنة، استنادا إلى ثقة - ربما تكون مفرطة قليلا - بنتائج مرتقبة لحركة رئيس التيار الوزير جبران باسيل.
وثمة من يعتقد أن هذه المناورات ربما تهدف إلى تحقيق تراجعات لدى هذا الطرف أو ذاك عن مطالبه أو تخفيض السقف العالي، وربما تهدف إلى إضفاء مزيد من التعقيد على قاعدة "اشتدي أزمة تنفرجي أو تنفجري"، حتى تحصل تغييرات أساسية في كيفية مقاربة الوضع الحكومي، فإن اشتدت وانفرجت يكون الجميع قد حقق مبتغاه بتشكيل الحكومة ونيل ما أمكن ولو بالحد الأدنى من مطالبه، وإن انفجرت - لا سمح الله - يكون الجميع قد أدرك أن السقوف العالية لا تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بمعايير انتاجية حقيقية، وساعتها قد يُصار إلى اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري وإعادة تكليفه ليقوم باستشارات جديدة ووفق معايير مختلفة عن المعايير المعقّدة والصعبة التي وضعت للتشيكل، لكن هذا يعني بالمفهوم السياسي والعام مزيد من التأخير ومزيد من الضغوط الاقتصادية والمالية على الوضع اللبناني الهشّ أصلاً وهو ما يمنع الحريري من الاعتذار.
لكن مصدراً نيابياً بارزاً في "التيار الحر" يستغرب إشاعة هذا الجو التفاؤلي المبالَغ به من قبل مصادر في التيار لا نعرفها ولا نعرف على ماذا تبني تفاؤلها" - على حدّ قول المصدر، ما يعني أن جو التفاؤل المسرّب غير دقيق إن لم يكن غير صحيح. إلا أن المصدر يؤكد استمرار المسعى الذي يقوم به الوزير باسيل علّه يصل إلى شيء ما.
واستند المصدر إلى ما صدر قبل يومين عن "اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين" من إصرار على مطلبه بتوزير أحد أركانه، وإضافة شرط جديد هو حقه بتحديد الحقيبة التي يراها مناسبة له وجديرة به، وهو ما وصفته مصادر اللقاء بأنه تصعيد مقابل تصعيد "تيار المستقبل" حتى دفعه إلى الإقرار بوجود وبحيثية النواب السنة المستقلين أولاً عبر استقبالهم مجتمعين لا فرادى، والإقرار ثانياً بحقهم في التوزير أسوة بكتل أخرى صغيرة.
وقد فَهِمَ بعض المتابعين لمفاوضات تشكيل الحكومة أن المناورة الأكبر التي تقوم بها القوى السياسية كلّ من جهتها ولأهدافها ومصالحها السياسية، هي محاولة بعض الأطراف الإمساك بقرار الحكومة عبر حصة وزارية كبيرة وبحقائب وازنة، وومحاولة أطراف أخرى منع أي طرف منفرداً من تحصيل الثلث الضامن أو المعطل، وهذا الهدف هو الأساسي لدى الرئيس المكلف وربما لدى الرئيس نبيه بري وبعض القوى السياسية الأخرى، وذلك بسبب عدم منح هذا الطرف إمكانية فرط الحكومة ساعة يريد أو منعه من فرض ما يريد على الحكومة، عدا عن الحرص على الحفاظ على التوازن داخل الحكومة فلا يميل ميزانها لمصلحة كفّة على كفّة أخرى.

  • شارك الخبر