hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - عادل نخلة

هكذا يتوزّع المشهد سُنّياً

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يزال الوضع على الساحة السُنّية يعيش حالة ترقّب وسط انحسار موجة حرب الصلاحيّات التي اندلعت بين رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهوريّة ميشال عون.

لم يكن "اتّفاق الطائف" محطة عابرة في تاريخ لبنان، فهو الاتّفاق الذي أنهى الحرب الأهليّة التي امتدت على مدى 15 عاماً موقعة عشرات آلاف القتلى والجرحى والدمار والخراب.
لكن اللافت أنّ كل فريق فسّر الاتّفاق كما يحلو له، فـ"الطائف" أخذ صلاحيّات الرئيس الماروني ووضعها بيد مجلس الوزراء مجتمعاً، وهنا رأى المسيحيّون أنّهم هُزِموا في ذاك الاتّفاق على الرغم من أنّه حفظ نصف المقاعد لهم، في حين أنّ قسماً من السُنّة ظنّوا أنّ الصلاحيّات انتقلت من رئيس الجمهوريّة إلى رئيس الحكومة.
ويرى متابعون للمشهد السُنّي أنّ فورة الالتفاف حول الرئيس المكلّف سعد الحريري أتت من منطلق الحفاظ على الموقع السُنّي وليس تحالفاً سياسياً، وهذه العمليّة التي شكّلت دار الفتوى المظلة السياسيّة الأكبر لها ساندت الحريري ووضعت خطوطاً حمر لا يمكن لأحد تجاوزها.
وفي هذا الإطار يمكن تقسيم المشهد السُنّي إلى 4 قوى رئيسيّة:
القسم الأوّل هو دار الفتوى التي تشكّل عباءة لكل السُنّة وتدعم بشكل كامل رئيس الحكومة المكلّف، وقد لعبت دوراً بارزاً أيّام أزمة استقالة الحريري في الرياض في 4 تشرين الثاني الماضي، ولا يستطيع أحد التشكيك بدورها.
القسم الثاني هو "تيّار المستقبل" ومن يدور في فلكه، وهو الأقوى داخل الطائفة السُنّية، ولعل الكباش على الصلاحيّات زاد من العطف عليه، وهو يحاول تقوية علاقته بالمملكة العربية السعودية التي تشكّل المظلّة الإقليميّة الكبرى.
القسم الثالث هو سُنّة "8 آذار" وأبرزهم النوّاب عبد الرحيم مراد، أسامة سعد، جهاد الصمد، فيصل كرامي، وبعض النواب والشخصيّات الأخرى، وهؤلاء يبحثون عن دور ويطالبون بحقيبة سُنّية، لكنّ "حزب الله" و"التيّار الوطني الحرّ" لا يخوضان معركة توزيرهم بالقوّة، بل يكتفون بالمطالبة بإعطائهم حقوقهم.
القسم الرابع، هو القسم الوسطي والذي يمثله الرئيس نجيب ميقاتي وكتلته التي تضم 4 نواب، وبات معلوماً أنّ ميقاتي يدعم الحريري في خطواته، ويحاول بناء علاقة مع السعودية وعدم التواجد في صفّ "حزب الله" والمحور الإيراني- السوري، ربما لأنّه يطمح لاحقاً ليتبوّأ موقع الرئاسة الثالثة.

ويفرض رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي نفسه على الساحة السنية كقوة جديدة قادرة على التواجد ولها كلمتها ورأيها وتتحرك بما يتناسب مع مصلحة اهالي بيروت والسنة
وأمام هذا الواقع، يبحث الوزير السابق اللواء أشرف ريفي عن دور له، ويجري مراجعة نقديّة لما وصلت إليه الأمور والتراجع المخيف في شعبيّته والتي لم توصله إلى ساحة النجمة، في حين أنّ الجماعات المتطرّفة قد انتهى دورها مع القضاء على معظم التنظيمات الإرهابيّة واتّخاذ الحرب السورية منحى مختلفاً، واتّفاق العالم بأسره على محاربة الإرهاب، ووقوف سُنّة لبنان إلى جانب الاعتدال ونبذ التطرّف.
ويؤكد مطّلعون أنّ الساحة السُنّية لن تعرف وحدةً على شكل "الثنائي الشيعي"، لكنّها في المقابل لن تعرف التشرذم مثلما يحصل على الساحة المسيحيّة، وبالتالي فإنّ الأمور لا تزال على حالها داخل الطائفة مع عدم حصول أيّ تغيّر كبير لأنّ التغيير يعني الانكسار وهذا ما لا يريده أحد من الفرقاء السُنّة.
 

  • شارك الخبر