hit counter script

الحدث - مروى غاوي

عن المتن... ومفاجآته المقرصنة انتخابياً

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ثمة بعض الدوائر التي شكلت انتخاباتها محطة مفصلية لقراءة ابعد من الانتخابات والارقام تتعلق بالحالة السياسية العامة وبتراجع احزاب وتقدم اخرى على الساحة المسيحية وبالمزاج المسيحي الجديد فليس صحيحا ان الاقوياء فقط هم الذين استطاعو ان يخترقوا اللوائح، الصحيح ان الاقوياء استطاعوا ان يصمدوا في المعركة وهذه هي الحال في كسروان كذلك في المتن الشمالي حيث واجه المصنفون "اقوياء" اصعب المعارك التي لم تخلو من مفاجآت انتخابية، فلوائح التيار في المتن وكسروان لم تكن محصنة وتم اختراقها باربعة في كسروان - جبيل، كما تم اختراق التيار باربعة في المتن توزعوا بين القوات والكتائب والمر.

يضاف الى هذه المفاجأة اخرى تتصل بحلول الاوائل لدى التيار في المراتب الثالثة او الرابعة في ترتيب الفائزين في دائرتين تعتبران "عرين" التيار ومعقله السياسي والانتخابي من انتخابات ال2009، الامر الذي كان مرده الى عوامل كثيرة تتصل بعملية ادارة سيئة حصلت لدى التيار للانتخابات مقابل تنظيم لافت لدى اخصامه من جهة وامور اخرى كثيرة، لكن مفاجأة المتن الكبرى كانت "ابو الياس" الذي راهن كثيرون على عدم قدرته على ولوج عتبة برلمان 2018 هذه المرة فحدثت المفاجأة.
استطاع ميشال المر ان ينال وحده 11945 صوتا ولم تصل لائحته الى عتبة الحاصل والنصف مما يعني ان المر خاض معركته وحده فاعضاء لائحته عجزوا عن تأمين اكثر من 300 صوت مجتمعين مما اطلق مهمة البحث والاستفسار عن اسرار ربح المر ليتبين ان النائب المر استفاد من عدة معطيات صبت لمصلحته، هي اولا حال الضياع التي سادت لدى العونيين في المتن بسبب تشرذم الاصوات وتوزعها بين المرشحين على نفس اللائحة، والحرب التي خاضها هؤلاء في التفضيلي ضد بعض، وقد كانت مهمة النائب ابراهيم كنعان الاصعب اذ اضطر نائب التيار الاقوى متنيا ان يواجه طوال اليوم الانتخابي موضوع عدم تصويت الحزبيين له، لا بل تحوير اصواتهم في اتجاه آخر، ومباشرة باتجاه المرشخ ادي معلوف، باعتبار كنعان المرشح الاقوى في المتن والمفروض عليه تأمين معركة الآخرين، وبالنسبة الى النائب ميشال المر فهو استفاد من المناخ العام الذي سيطر على العملية الانتخابية بعدم الحماسة للانتخابات مما ادى لتراجع الحاصل الانتخابي في المتن وكذلك صب عدم اقبال الطاشناق على الصناديق على غير عادة الحزب في الاستحقاقات المتنية لمصلحته فيما يقال ان اصوات الحزب الارمني من خارج برج حمود ذهبت للمر ايضا.
الى مفاجأة المر تضاف القوات التي تمكن مرشحها ادي ابي اللمع في المتن الذي لم يوفق في استحقاقات سابقة من الفوز ودخول البرلمان فيما المفاجأة الاخرى ان النائب ابراهيم كنعان الذي يحتل الرقم الاول في ترتيب الجمهور المتني بسبب الحالة السياسية والخدماتية له حل رابعاً بعد الجميل والمر وبقرادونيان، بالتفضيلي وسبب ذلك يعود الى تشتت الاصوات العونية في اكثر من اتجاه والى حرب خيضت ضد كنعان من داخل البيت بهدف دعم زملائه على اللائحة، مما اضطر كنعان لان يقاتل في اليوم الانتخابي باللحم الحي وبرصيده الذي بناه لسنوات في المتن للحفاظ على ارقامه وثمة من تحدث عن نداء وجهه التيار ليل المعركة لدعم الآخرين على حساب اصوات كنعان.
مقابل معركة كنعان التي كانت معقدة، فان معركة النائب الكاثوليكي الفائز ادي معلوف كانت اكثر سهولة اذ استطاع المعلوف الذي اختاره التيار بدلا من عمه النائب السابق ادغار صديق الرئيس عون ان ينال 5961 صوتا فيما خاض الوزير السابق الياس ابو صعب معركة لا يمكن وصفها بالسهلة وحاز على تأييد واصوات بلدته ضهور الشوير ومن الحزب القومي ايضا والتيار.
الكتائب احرزت مفاجأة وتقدماً بتأمين حاصلين لمرشحيها سامي الجميل والكتائبي الياس حنكش، وفيما حققت لائحة المتن القوي 38897 صوتا فان لائحة نبض المتن حصلت على 19003 ومغزى ذلك ان التيار القوي تراجع عن انتخابات 2009 حيث لم يتمكن بتحالفه مع الطاشناق الا تأمين اربعة حواصل منها ثلاثة لمرشحيه الاقوياء فقط وهكذا سقط غسان مخيبر مشرع التيار، والمرشح سركيس الذي له حضور خدماتي قوي في المتن، بعدما لم يستطع التيار تجيير الاصوات وتحويلها له وعندما لم تحقق ارقام اللائحة الا حواصل المرشحين الملتزمين مع التيار، وهذا ما رجحته الاحصاءات والاستطلاعات التي سبقت بدقة، والمفاجأة الكبرى لم تكمن الا في تشتيت اصوات صقور التيار. أما السؤال فيختصر كالتالي، هل كان مرشحوا التيار الاقوياء يعلمون بالخطة التي نفذها منخبوا ماكينة التيار ومسؤوليها، خاصة وان الاستطلاعات صحت في اتجاه الاصوات التي ستحوز عليها اللوائح ولم تصح لجهة الاصوات التفضيلية لكل مرشح، السؤال يطرح الجواب، هل ثمة من تلاعب بالاصوات التفضيلية، وفضل قرصنة اصوات التيار التي تذهب للنائب كنعان الى مرشح آخر، هل ان تَرَبُعٍ كنعان على عرش صاحب الاصوات الاكثر ادى الى توزيع اصواتهم بغية ضربه، ماذا لو أسقط كنعان وسط خطأ انزلاق في توزيع الأصوات، الم يكن ذلك ليكسر ظهر التيار في المتن... ثمة اسئلة من دون اجوبة، وثمة علامات استفهام عن قدرة مرشحي التيار على تصديق وعود ماكيناتهم الانتخابية في انتخابات العام 2022، فمن المسؤول عن كل ذلك؟
وهذه المفاجآت المتنية بالنسبة للتيار الذي خرج من انتخابات المتن بغير ما كان يتمنى تشبه بكثير من جوانبها ولها صلة بما حدث في كسروان حيث حل العميد المتقاعد شامل روكز الذي كان يمثل مقعد رئيس الجمهورية رابعا مقابل تقدم شوقي الدكاش الى المرتبة الثانية، الامر الذي وصف بانه انتكاسة للتيار وخيبة في دائرة كانت مصنفة برتقالية الهوى والانتخابات بعدما كان ميشال عون نائبا لها بكتلة من خمسة نواب كسروانيين في الدورات الماضية.

  • شارك الخبر