يرتقب وفق المتابعين لمسار الانتخابات النيابية والتي ستجري الأحد المقبل، أن تؤدي هذه الانتخابات إلى جملة متغيرات بالغة الأهمية من خلال الاصطفافات السياسية التي ستظهر معالمها لاحقا ربطا بنتائج هذا الاستحقاق خصوصا ان معسكرات سياسية بدأت تبرز في هذه المرحلة من خلال الانقسامات العامودية على خلفية التحالفات السياسيّة والانتخابية الراهنة وتحديدًا منذ تفاهم تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ ما أدّى إلى بداية هذا الفرز.
وفي هذا السياق تقول مصادر سياسية، أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن هناك اتصالات لا تتوقف بين تيار المردة وحركة أمل والحزب التقدمي الإشتراكي، وبالتالي القوات اللبنانية ليست بعيدة عنها بمعنى أنها لا تعارض هذا التحالف العريض في ظلّ خلافها المستشري مع التيار الوطني الحرّ، وأيضًا حيث من الصعوبة بمكان أن تقيم حلفًا أو تفاهمًا مع حزب الله على غرار التيار الوطني الحرّ.
ولهذه الغاية فإن الجميع يترقب نتائج الانتخابات النيابية الأحد المقبل ليبنى على الشيء مقتضاه ولكن المكتوب يقرأ من عنوانه من خلال بروفة الاصطفافات السياسية الحالية والتي سيتوالى ظهورها تباعًا خلال الأشهر القليلة المقبلة، لا بل بعد إعلان النتائج يتوقع أن يحصل هرج ومرج وتصعيد سياسي من قبل البعض على خلفية ما تمخّضت عنه نتائج الانتخابات النيابية لتعاد صياغة جبهات سياسية جديدة وهذه الجبهات ستنخرط مجتمعةً في معركة تشكيل الحكومة المقبلة والتي ستشهد فصولاً دراماتيكية في ظلّ الخلافات والانقسامات والتباينات بين سائر الأحزاب والقوى السياسية حتى بين الحلفاء أنفسهم ومن المعسكرين الرابع عشر والثامن من آذار إلى معظم القوى السياسية في البلد، في حين ولخصوصية لبنان وواقعه السياسي والطائفي والإقليمي، فمن المؤكد أنه سيعاد انتخاب رئيس المجلس النيابي نبيه بري لولاية جديدة في المجلس المنتخب في السادس من أيار المقبل، ولكن ستشهد عملية الانتخاب شدّ حبال مع التيار الوطني الحرّ الذي لا يترك مناسبة إلا ويطلق مواقف تتناول رئيس المجلس النيابي، وصولاً إلى محطات أخرى سياسية داخلية واقليمية.