hit counter script

الحدث - حـسـن ســعـد

من "دائرة الوزراء" إلى "دائرة النوّاب"... لا تغيير يعني لا إصلاح

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 

بعد رصد دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف - عاليه)، التي يمكن وصفها بـ "دائرة الوزراء" نظراً لترشّح 5 وزراء "حاليين" في الحكومة القائمة على لائحتين فقط من أصل 6 لوائح متنافسة في الدائرة نفسها (والوزراء هم: مروان حمادة، غطاس خوري، المير طلال ارسلان، طارق الخطيب وسيزار أبي خليل)، تأتي دائرة الجنوب الثالثة (النبطية، بنت جبيل ومرجعيون - حاصبيا)، الممكن تسميتها "دائرة النوّاب" لتكشف أن نتائجها المتوقعة قد تطيح بمبدأ النسبية، إذ أن إحدى لوائحها - الوحيدة من بين اللوائح الـ 77 وفي كل الدوائر الـ 15 - مؤلفة بالكامل من "نوّاب حاليين"، واللوائح المتنافسة هي:
1- لائحة "الأمل والوفاء" (11 مرشحاً، هم النوّاب الحاليون: هاني قبيسي "بدلاً من النائب عبد اللطيف الزين"، محمد رعد، ياسين جابر، حسن فضل الله، علي بزي، أيوب حميد، علي حسن خليل، علي فياض، أنور خليل، أسعد حردان وقاسم هاشم).
2- لائحة "الجنوب يستحق" (10 مرشحين).
3- لائحة "شبعنا حكي" (6 مرشحين).
4- لائحة "صوت واحد للتغيير" (7 مرشحين).
5- لائحة "فينا نغير" (8 مرشحين).
6- لائحة "كلنا وطني" (5 مرشحين).
صحيح أن لا شيئ في قانون الانتخاب "44/2017" يمنع النوّاب الحاليين من الترشح لدورة نيابية جديدة. لكن مجرد ترشح 11 نائباً حالياً للنيابة المقبلة على لائحة واحدة في مواجهة 5 لوائح أخرى تنافسها على 11 مقعداً في دائرة الجنوب الثالثة، لا شك أنه يمنح "لائحة النوّاب الحاليين" ميزة التفوق الحاسم على باقي اللوائح ويعدم تكافؤ فرص المنافسة بما لأعضائها من قدرة "سابقة ومستمرة" على تقديم الخدمات واستثمارها انتخابياً، و"أقدمية" تزيد عند البعض منهم عن 9 سنوات على مقاعد مجلس النوّاب، ويدلّ على أن الوعد بالإصلاح من دون تغيير - ولو ببعض الأسماء من قبيل "على عينك يا ناخب" - كـ "وعد إبليس بالجنة".
بناءً على واقع "مكانك راوح" القائم والمتمادي، وبعد أن ثَبُتَ بالممارسة التشريعية والتنفيذية أن "الديمقراطية بنيّة والمُشرِّع بنيّة والنتيجة بنيّة"، لا أمل بأن تشهد دائرة الجنوب الثالثة تغييراً - لا في النتائج الانتخابية ولا في الأداء النيابي - يعوّل عليه في تحقيق الإصلاح المنشود، على الرغم من أن شروط مؤتمر "سيدر 1" لدعم لبنان، قد فرضت أولوية تطبيق الإصلاح على مؤسسات وأجهزة السلطة اللبنانية وجعلت منه "قضية" وطنية ودولية في آن.
والعبرة للناخبين فيما قاله الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني: "إذا كنا مُدافعين فاشلين عن القضية - بمعنى الإصلاح - فالأجدر بنا أن نغيّر المُدافعين لا أن نغيّر القضية".

  • شارك الخبر