hit counter script

الحدث - مروى غاوي

الحريري من الانتخابات... إلى السراي مجددا

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

باكرا جدا بدأ الحديث عن الحكومة المقبلة رغم ان ستة اسابيع تفصل عن حدث الانتخابات النيابية وقد وصل الحديث الى تحديد معالم الحكومة ومن ستضم وكيفية توزيع الحقائب فيها قبل اتضاح نتائج الانتخابات ولمن ستؤول الغلبة النيابية فيها.
وفيما تتفاوت التقديرات والتحليلات وتذهب الى حصول تغيير وخلاف يطال الحقائب الوزارية فان احدا لا يتطرق الى اسم رئيس الحكومة المرجح او المفترض بالبديهيات السياسية ان يكون سعد الحريري رئيسا لحكومة ما بعد الانتخابات، مهما كانت النتائج وحجم كتلته النيابية نائب بالزائد او آخر بالناقص، المعادلة لا تقبل جدلا ولا تثير نقاش حولها ولا التباس فيها، فالرئيس الحريري اسم لا يشهد نزاعا او خلافا عليه، فهو الاكثر تمثيلاً على الساحة السنية والاقوى شعبيا وبقائه في الحكم صار مسلما به ويشبه بقاء ميشال عون رئيسا في قصر بعبدا ونبيه بري في ساحة النجمة.
طريق الحريري الى السراي مجددا قد يكون عبورها سهلا وافضل من المرات السابقة، فالحريري ازال الاسلاك الشائكة من طريقه وانجز تسويات وتفاهمات كثيرة وقطع اشواطا في الطريق الدائمة لرئاسة الحكومة، واليوم حان وقت الحصاد وما انتجته التسوية السياسية والانقلاب السياسي الذي نفذه رئيس تيار المستقبل على مرحلة سياسية امتدت من العام 2005 حتى ال2016، واذا كان لا مشكلة بين بعبدا والسراي وتفاهم التيار الوطني الحر والمستقبل تخطى السقوف المتعارف عليها، فان الحريري لن يكون مرفوضا من حزب الله ايضا، ولو ان رئيس الحكومة يعلي اللهجة انتخابيا ضد حزب الله كما يفعل الحزب ايضا "لزوم المعركة الانتخابية وشد العصب" الا ان حزب الله في المؤكد لن يضع العصي في طريق "سعد" الى السراي، وقد لا يقبل حزب الله اي شخصية سنية اخرى غير الحريري في رئاسة الحكومة بعدما لعب حزب الله دورا ايجابيا في مهمة استعادة الحريري من السعودية الى جانب رئيس الجمهورية، ثم ان السؤال لماذا يعرقل حزب الله مهمة الحريري طالما ان الحريري يلتزم كما حزب الله النأي بالنفس المطلوب من المجتمع الدولي، وما دام الحريري عندما يسأل عن نزع سلاح حزب الله يكون جوابه حاضرا دائما "وهل تريدون ان نقتل الشيعة لننهي حزب الله، ان الحزب جزء من المكون اللبناني".
هذا الموقف هو بدون شك جسر العبور الى الحكومة المقبلة، فالحريري قدم الكثير من التسويات السياسية والتفاهمات على حساب مصلحته الخاصة، لم يعترض رئيس المستقبل او يعرقل مسار قانون الانتخاب رغم انه كان عارفا ان المستقبل سوف يخسر من رصيده النيابي، وسار في التسوية الرئاسية فمد يده اولا الى سليمان فرنجية قبل ان يعود ويسحبها لمصلحة ميشال عون ...غامر الحريري بخياراته وبكل شيء بالرئاسة وفي الانتخابات وفي تحالفاته الانتخابية، اقترب من حزب الله في محطات مصيرية وابتعد عنه عندما تعلق الامر بالثوابت فاستطاع ان يخاصم حزب الله بشرف وان يصالحه بكبرياء، اعطاه ما يحق له وترك للآخرين مكتسباتهم السياسية.
سعد الحريري مغامر من الدرجة الاولى وبدون حدود، تقلب الرجل كثيرا من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وشمالا وشرقا وغربا، كاد يصبح نسخة شبيهة بوليد جنبلاط لا بل حاول ان يقلده عندما أخذ جمهوره من ضفة الى اخرى ومثل "وليد بيك" لم يخسر الحريري من ناسه بل زاد رصيده الشعبي بدل ان ينقص وصار الحريري الرقم الأول في الشارع السني بعد سنوات من الابتعاد عن الجماهير والاقامة الجبرية في الخارج عاد الحريري لتعويض ما فات بالانفتاح والتواصل مع الجميع سبيله الى ذلك شخصيته العفوية العابرة للحواجز والخطوط الحمراء.
لعب الحريري دورا في اعادة وصل لبنان بشبكة الامان الدولية وتدعيم الاستقرار السياسي والامني، والحكومة الحالية اعادت الثقة الى لبنان وعملت على تصحيح علاقاته بعدد من الدول العربية وأقرت موازنتين وتعيينات واستحقاقات كانت معطلة في زمن الفراغ وهي ستنجز الانتخابات في 6 أيار، هذا كله مع تضافر كل العوامل المذكورة يؤمن العبور السهل مجددا لرئاسة الحكومة ويجعل سعد الحريري خيارا لا بد منه في السراي بعد الانتخابات. "محسوبكم" سعد يقف على عتبة الدخول الى الحكومة الثانية في عهد ميشال عون الرئاسي.

  • شارك الخبر