hit counter script

الحدث - مروى غاوي

"عروس الشلال"... التيار يريدها "ثلاثة" ولكن

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خلاف حركة أمل والتيار الوطني الحر هو عنوان المعركة الانتخابية في دائرة صيدا - جزين وما لم يحصله الفريقان في السياسة سيتم تحصيله في صناديق الاقتراع، فرئيس المجلس تصالح مع رئيس الجمهورية ولكن خلاف باسيل وبري لا تزال مفاعيله قائمة وبقوة على مستوى هذه الدائرة وحيث سيترجم قريباً في صناديق الاقتراع فاما ان تكون برتقالياً او أملياً جنوباً.
فعلياً لا وجود لمرشح شيعي في الدائرة التي يوجد فيها خمسة مقاعد، اثنان موارنة وواحد كاثوليك وسنيان من صيدا، ولكن الطرف الشيعي لاعب اساسي ومؤثر في المعركة، فأمل حاضرة دائماً في معارك جزين كما حزب الله، ويطغى على المعركة اليوم طابع تصفية حساب انتخابي بين العونيين والأمليين من خلال خوض بري معركة المرشح ابراهيم عازار وأسامة سعد، في حين ان المستقبل يخوض معركة وجودية في صيدا حيث المقعدان السنيان للنائبة بهية الحريري وفؤاد السنيورة، كما يسعى التيار الوطني الحر لتثبيت نائبيه ومرشحه عن المقعد الكاثوليكي.
وعليه يتداول عونيون ان رئيس التيار بصدد الدخول على خط معركة جزين في الايام القادمة بقوة بخطوة تهدف الى التنسيق وتقريب مرشحيه من بعضهم بعدما كان كل واحد منهم يعمل على خط مختلف عن الآخر، واذا كان التيار يعمل للحفاظ على ثلاثية مقاعده الجزينية بفرسانه الثلاثة أمل ابو زيد وزياد اسود والمرشح الكاثوليكي جاد صوايا، فان في المقابل ثمة من يسعى الى كسر الاحتكار العوني لجزين لاستعادة المقعد الذي خسره النائب الراحل سمير عازار والذي يترشح عليه نجله ابراهيم بدعم من حركة أمل ومن تيار المردة وشخصيات جزينية، وفي هذا الاطار فان خلاف التيار وامل سيؤمن معركة مريحة للمرشح عازار والتزاماً غير عادي من جانب مناصريه.
هكذا يصح الحديث عن معركة قاسية او ملتبسة جزينياً حيث يصعب معرفة من سيكون ضحية الصوت التفضيلي، كما أن احتساب الاصوات عملية معقدة حيث ان كل حزب او تيار سيكون في بعض الاحيان ملزماً بتوزيع اصواته التفضيلية على مرشحَين او اكثر، فالتيار الوطني الحر بعد الخلوة العونية التي ستحصل في 17 شباط تحت عنوان تقريب المرشحين العونيين وخوض معركة متماسكة، سيجد نفسه يقوم بتوزيع بلوكه الناخب على مرشحيه الثلاثة، وحزب الله يتمتع بثقل حزبي وانتخابي لكنه سيكون مجبراً على توزيع اصواته بين أسامة سعد والتيار الوطني الحر او التضامن مع امل، في حين ان المستقبل يخوض معركة المقعدين السنيين في صيدا وبالتالي فان اصواته ستتشتت بين الدعم السني لمرشحه في صيدا عن المقعد السني ودعم التيار جزينياً وبالتالي على قسمة اصواته مع ترجيح ان يقوم المستقبل بترشيح واحد عن المقعد السني، فيما التيار الوطني الحر محرج امام أسامة سعد بتحالفه مع خصمه في المستقبل، وحزب الله محرج مع التيار الوطني الحر المتحالف مع المستقبل، فالمعركة سيغلب عليها طابع الاحراج الانتخابي بين الحلفاء نظراً للتداخل السياسي بين القوى ولاستحالة التحالف بين بعض الحلفاء او لتحالف احد الافرقاء مع اخصام حليفه الآخر، فيما تبدو المعطيات ايضاً على طريقة "شريكي عدوي"، وعلى ما يبدو فان الدائرة تتجه الى ثلاث لوائح خصوصاً لائحة للتيار والمستقبل واخرى لبري وحزب الله وعازار وحيث لم يتضح موقع القوات التي رشحت عجاج حداد او موقع الدكتور عبد الرحمن البزري الذي لا تتسع له لائحة حلفائه في حزب الله وامل.
من هنا فان انتخابات "عروس الشلال" يصح عليها وصف الخبيصة الانتخابية، بالاساس فان دمج صيدا مع جزين اربك الجميع وعقد مسار التحالفات، وقلب مسار المعركة من اقصى اليمين الى اقصى الشمال، اذ ليس محسوماً بعد كيف سيصوت حزب الله وكيف سيدير المستقبل معركته خصوصاً ان لديه مرشح مسيحي في جزين. هي بدون شك من اكثر المعارك جاذبية وحماوة انتخابية، لانها الظل الخفي لمعركة بري - باسيل بعد ان كانت معركة عون - بري في الانتخابات الماضية، ومن المتوقع كما يتداول عونيون ان يقوم رئيس التيار بخطوة ما في الايام المقبلة لتوحيد الموقف العوني الجزيني وانهاء التشرذم واقفال الدكاكين العونية التي فتحت في المرحلة الاخيرة بعد انصراف المرشحين العونيين كل واحد منهم الى معركته الخاصة بلقاءات غير منسقة وغير منسجمة، واحياناً بالتصويب والتقويص على بعضهم لكسب مؤيديهم، فبقاء الوضع على حاله قد تكون نتائجه في غير مصلحة المعركة العونية الجزينية فالتيار له اليوم ثلاثة نواب وضبابية المعركة قد تحمل مفاجآت وقد يخسر فيها التيار مقعداً نيابياً على الارجح.

  • شارك الخبر