hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

انتفاء الورقة الفرنسية.. الثنائي يرغب بواشنطن!

الثلاثاء ٧ أيار ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تأخّر تسليم لبنان الرد الرسمي على الورقة الفرنسية، الذي كان مقررا أمس بحسب ما توافر من معطيات منسوبة إلى مقرّبين من عين التينة. ولم يكن الجواب قد قُدّم الى السفارة الفرنسية حتى ساعة متأخرة، وأغلب الظن أنه سيكون اليوم في متناول الفرنسيين. فالرد جاهز منذ نهاية الأسبوع، واطّلع عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ولم يبد أي ملاحظات جوهرية عليه.
في أي حال، باتت باريس، تواترا، على علم بالجواب اللبناني، لكنها بالتأكيد تنتظر تسلّمه رسميا لتبني على الشيء مقتضاه. وهذا الشيء قد يكون على شاكلة تسليم بالرفض اللبناني الذي أتى على هيئة ملاحظات وتعديلات تنسف الورقة من أساسها (سبق أن كشفتها أمس هذه الزاوية). وقد يكون أيضا على شاكلة العودة الفرنسية إلى تل أبيب لاستمزاج رأيها في تلك التعديلات، مع العلم المسبق باستحالة أن تقبل بها. إذ إن الورقة وُضعت بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، وراعت معظم مطالبها، وهي المطالب التي نسفها الرد اللبناني، إما برفضه تكريس منطقة في جنوب الليطاني يكون فيها الحضور العسكري حكرا على الجيش والقوى الشرعية واليونيفيل في عمق ١٠ كيلومترات، وهذا مطلب إسرائيلي أساس، وإما برفضه كذلك توسيع ولاية اليونيفيل وصلاحياتها وتكريس استقلالية تحرّكها إلى ما هو أبعد من مجرّد المراقبة.
الثابت أن هذه المشهدية ترتّب انتفاء للورقة الفرنسية، وتاليا توقّف الوساطة الفرنسية، أو تعليقها في أضعف الإيمان ما لم تبادر باريس إلى جديد ما وهو ما ليس مفروغا منه، مع ما يترتّب عن هذا التعثّر من تبعات سياسية تطال من جديد الإدارة الفرنسية، تُضاف بالتأكيد إلى تبعات تعثرها في مقاربة الملف الرئاسي اللبناني.
وتُطرح في هذا السياق أسئلة عن مدى صحة التنسيق الفرنسي مع واشنطن، في ضوء اعتبار الثنائي الشيعي أن الورقة الفرنسية تعطي إسرائيل أكثر بكثير مما تعطيها واشنطن عبر الأفكار التي سبق أن حملها إلى بيروت المستشار الرئاسي آموس هوكستين.
وتختزن هذه المقاربة ما هو أهم من ذلك. إذ إن حزب الله ببراغماتيته يفضّل أن يكون ندّه الأميركي لا الفرنسي. لذلك هو لم يسهّل الأفكار الفرنسية بانتظار نصوج تحرك هوكستين العارف هو الآخر أن المدخل إلى تحقيق نجاحه الثاني مع الحزب، بعد نجاحه الأول في ترسيم الحدود البحرية، يكمن حصرا في وقف الحرب في غزة. في الانتظار، لا يمانع أي من واشنطن والحزب ملء الوقت الضائع بأفكار وصياغات لا تغني من جوع، على شاكلة المجهود الديبلوماسي الفرنسي حتى لو كان ثمن التعثّر ثقيلا على الإليزيه.

 

  • شارك الخبر