hit counter script

الحدث - مروى غاوي

انتخابات زغرتا بقيادة طوني واشراف سليمان... التحالفات ضمن الخط

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع


الانتخابات في دائرة زغرتا الكورة البترون وبشري يقودها طوني فرنجية وبإشراف مباشر من سليمان الوالد الذي كثف حركته السياسية مؤخرا وقام بجولات خارجية ولقاءات داخلية. وحيث يلاحظ من يلتقى فرنجية الابن ان الاخير نسخة عن والده في الصفات والمواقف التي اقتبسها منه، حيث يعبر "طوني بيك" عن رفضه للكيدية السياسية مبدياً فسحات للمسامحة مع من اخطأ مع المردة والاستعداد للمصالحة وان كان مفهوم المصالحة واسعاً ويحتمل التفسيرات، ولكن يمكن استخلاص المقصود بها طي الصفحات الخلافية مع الحلفاء وحتى الاخصام اذا لزم الامر، فطوني فرنجية يمكن ان يكون حليف الكل ولكن من دون المساومة على الثوابت وعلى مبادىء العائلة، فالانتخابات النيابية في مفهوم فرنجية الأب والابن محطة للربح او الخسارة والتحالفات جميعها مشروعة ولكن من ضمن "الخط" وبدون تخطي الخطوط الحمراء وضمن استراتيجية المردة التي ترفض اعتماد وتطبيق نظرية الخصومة في السياسة والتحالف في الانتخابات.
بدون شك فان المردة تجاوزت مرحلة سياسية معقدة، فابتعد عنها كثيرون بسبب او من غير سبب، ابتعد عنها الرئيس سعد الحريري ورئيس الجمهورية لتكر سبحة الذين تركوا رئيس المردة بعدما تجرأ وترشح للانتخابات الرئاسية، ومن غير سبب ابتعد عنها المتضررون والمصطادون في الخلافات ومن اعتبروا ان الاقتراب منها لا يقدم ولا يؤخر، وحدها عين التينة والنائب وليد جنبلاط والحليف الاستراتيجي لزغرتا في حارة حريك بقوا "أوفياء" للمردة في مرحلة الحكومة وما تلاها .
 اما وقد مضى ما مضى اليوم من عمر العهد وما رافقه من تحولات سياسية، فان المردة استعادت رونقها الذي فقدته في نظر الآخرين لتتحول الى نقطة استقطاب وجذب خصوصاً على ابواب الانتخابات النيابية التي يتصارع فيها الأقوياء ويتناتشون جبنة المقاعد النيابية، الكل يريد كسب ودها في الانتخابات واستمالتها الى حضنه الانتخابي باعتبارها بيضة قبان في بعض الدوائر المسيحية، فالعلاقة مع التيار الوطني الحر التي بنيت على زعل رئاسي في صدد طي صفحاتها، ورئيس الجمهورية الذي احزنه كثيراً ترشح البيك في الانتخابات الرئاسية لم يجد بداً من طلب معونته في مرحلة اختفاء الحريري في السعودية فلبى فرنجية نداء بعبدا بدون تردد، فيما القوات الخصم التاريخي من مجزرة اهدن والتي أنجزت تفاهم معراب "نكاية" بزغرتا لم تعد القوات نفسها التي تكيل الحقد والنفور لزغرتا وقد استدعت زلة لسان النائب ستريدا جعجع ذات يوم الى استنفار قواتي غير مسبوق للاعتذار والتسويق من جديد لمصالحة زعيم زغرتا. واذا كان التقارب الانتخابي مع القوات غير مطروح فالمردة ليست مقتنعة بنظرة التحالف في الانتخابات وابقاء الامور عالقة في السياسة، فان العلاقة مع التيار الوطني الحر تخطو خطوات ايجابية وان كانت لم تصل الى مرحلة التموضع في الانتخابات معاً.
العلاقة بين التيار الوطني الحر والمردة عبرت فيها غيوم سوداء في السنة الاولى من عمر العهد فأوصدت ابواب بعبدا في وجه فرنجية، وتعاطى التيار الوطني الحر بكيدية سياسية مع الخصم الرئاسي في حينه، في حين كان تفاهم معراب يفعل المعجزات بين جعجع وعون وبين القوات والتيار الوطني الحر، فان فرنجية وجد نفسه محاصراً وملزماً بتحالفات سياسية مختلفة مع الاخصام السياسيين الماضيين لمواجهة التسونامي القواتي العوني الذي كان يتم التجهيز له في الانتخابات، فالتيار مع القوات كانا يحفران حفرة كبيرة لضرب فرنجية في عقر داره قبل ان تسوء العلاقة بين التيار والقوات، وقبل ان يقع الحدث السعودي الذي قلب المشهد الداخلي رأساً على عقب فاصبح الحلفاء اخصاماً والاخصام حلفاء، فحزب الله خاض معركة استرجاع سعد الحريري الى جانب رئيس الجمهورية فيما بقي موقف سمير جعجع الحليف الأزلي في 14 آذار لسعد الحريري ملتبساً، فالازمة السعودية غيرت معالم المشهد الداخلي واكثر من شملهم التغيير الجديد تيار المردة الذي بات على مسافة افضل من قبل من سعد الحريري وتبدلت احواله مع التيار العوني ومع بعبدا التي كان فرنجية اول من زارها عندما استدعاه الرئيس للبحث في ازمة الاستقالة، فاذا بالعلاقة بين بعبدا وزغرتا تشهد تطوراً مفاجئا بعدما كان حزب الله حاول جاهداً في مراحل كثيرة وبطرق ديبلوماسية ان يكون فاعلاً في ترتيب العلاقة التي تصدعت بين ميشال عون وسليمان فرنجية وترميم بيت 8 آذار بعد كل ما حصل بعد الانتخابات الرئاسية بدون جدوى .
 بدون شك فان الحدث السعودي ليس السبب الوحيد في عودة المردة الى خريطة التحالفات، فالعلاقة التي لم تتطور ايجاباً بعد بين معراب والتيار الوطني الحر بعد تحتم الانفتاح وعودة الحرارة الى مشهديتها السابقة، عدا ذلك فان فرنجية لم يصدر اي اشارات سلبية تجاه اي من الفريقين في معراب او التيار، بل كان حريصاً كل الحرص على مراعاة الوضع المسيحي بمقدار حرصه على العلاقة مع بعبدا، ويتحدث مرديون عن توصيات كان يعطيها فرنجية في "عز الازمة" مع التيار لعدم التعرض للمقامات السياسية الكبيرة والارتقاء بالخلاف السياسي الى درجات لا تمس الكرامات، ويقول العارفون ان المردة لم تقفل ابوابها في وجه احد او ترد طلباً لمن يقصدها من الفريقين المسيحيين في معراب والرابية في وزارتها الخدماتية .
وعليه فيما يتوقع كثيرون ان تكون المردة في صدد ترتيب علاقتها مع التيار الوطني الحر حيث ان المعوقات السياسية والتحالفية افضل مما هي عليه مع معراب كونهما من الخط السياسي نفسه، لكن حتى الساعة لم تسجل خطوات حاسمة في مسألة تموضع المردة الانتخابي، فالتحالف الانتخابي يفترض ان يسبقه اتفاق سياسي ومصالحة كاملة مع التيار الوطني الحر وهذا لم يحصل بعد، وان كانت الاشارات الايجابية كثيرة من رئيس التيار جبران باسيل الى زغرتا "بان كل شيىء وارد" في موضوع التحالف مع المردة والعكس صحيح حيث لا يبدو ان المردة اقفلت بعد باب التحالف نهائياً على خيارات محددة.
بدون شك فان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري متحمس لتقارب بين زغرتا والتيار، وثمة من يرى ان المردة لا يمكن ان تتحالف مع معراب او تخرج من عباءتها في 8 آذار وحلفائها السابقين لتصبح خارج "الخط".
 

  • شارك الخبر