hit counter script

الحدث - ميراي الفغالي

دير الأحمر خزان القوات الشعبي... الى الانتخابات دُر!

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أظهر ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لرئيس جهاز التنشئة السياسية انطوان حبشي عن المقعد الماروني في بعلبك – الهرمل، أن "القوات" تعمل في الانتخابات على جبهات عدة، حيث ان الشراسة التي تخوض فيها معركة القانون توازيها شراسة التحضيرات الانتخابية على أرض الواقع وتوالي الترشيحات من منطقة إلى أخرى.
فـ"القوات" لم تنتظر صدور القانون لتزييت ماكنتها الانتخابية، لأن التحضيرات الفعلية للانتخابات بدأت منذ الصيف الماضي وتم تسريع وتيرتها بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، فيما فصلت "القوات" بين فريق يتولى الاتصالات السياسية وفريق آخر يتابع الاجتماعات التقنية وفريق ثالث يواكب التحضيرات الميدانية.
وعندما أعلن رئيس "القوات" ترشيح الدكتور فادي سعد في البترون، تم وضع خطوته في سياق الرسالة إلى "التيار الوطني الحر"، علما ان من حق "القوات" ترشيح من تشاء سيما ان المقعد المقصود كان من ضمن تكتلها النيابي منذ العام 2005، فيما السياق الأساس لذاك الترشيح هو حزبي بامتياز، أي لاعتبارات وأولويات حزبية.
وتقول مصادر مقربة من القواتـ، أن ترشيح حبشي جاء ليثبت أن كل الأقاويل التي سيقت لحظة إعلان ترشيح سعد لم تكن في محلها، خصوصا لجهة ان ترشيح الأخير لم يكن يتيما، بل حصل ضمن رؤية حزبية متكاملة وقرار بإعلان الترشيحات تباعا وفقا لجهوزية كل منطقة وحاجاتها وأولوياتها، ولكن الأهم من بعد ان تكون الهيئة التنفيذية انهت دراسة وضع كل منطقة وملفات المرشحين داخلها من خلال الاستشارات الحزبية من جهة وتقييمها الوطني والسياسي من جهة أخرى.
ومن ضمن هذا السياق جاء ترشيح حبشي، والقرار تم اتخاذه رسميا منذ أسابيع عدة والدليل المقالات التي كتبت عن هذا الموضوع، علما ان التوجه لصالح تبني ترشيحه كان محسوما منذ حوالي السنة تقريبا، وبالتالي ترشيحه لا يتصل بأي مناسبة دينية او اجتماعية، خصوصا أن "القوات" لا تعمل على قاعدة رد الفعل، علما أن اي رد فعل في هذا المجال ليس في مصلحتها كونها تكون في موقع من يساوي نفسه بمرشحين وهميين أو منتخبين على طريقة المحادل عينها والتي كانت محط شكوى وعمل دؤوب من اجل الوصول إلى قانون جديد.
فكل هدف "القوات" كان الوصول إلى القانون الذي يحقق صحة التمثيل تطبيقا لاتفاق الطائف، ويشعر المسيحيون في بعلبك-الهرمل مثلا أن اقتراعهم قادر على تغيير الصورة وانتخاب من يجسد طموحاتهم وأحلامهم ويعبر عن وجدانهم وتاريخهم، الأمر الذي يساهم في تثبيتهم في أرضهم.
والشعار الذي على أساسه تم ترشيح حبشي أي "صوِّت لأرضك" يدخل في سياق التشجيع على الاقتراع وإشعار كل مواطن بأهمية صوته والبقاء في أرضه، خصوصا ان سياسة التيئيس للإحراج فالإخراج كانت من ضمن خطة مبرمجة لضرب الدور الوطني المسيحي وإخراج المسيحيين من الحياة الوطنية عبر إشعارهم أنهم غير مؤثرين في الحياة الوطنية أو بدفعهم إلى خيارات بعيدة عن الدولة من خلال طلب حمايات خارجية أو غيرها.
وأما لجهة نقل المقاعد فـ"القوات" لم تطرح يوما نقل المقعد الماروني من بعلبك الهرمل، إنما دعت إلى نقل المقعد الماروني من طرابلس والبقاع الغربي والمقعد الإنجيلي والأقليات من الدائرة الثالثة إلى الدائرة الأولى في بيروت، خصوصا ان هذه المقاعد تدخل ضمن المقاعد التي أضافها النظام السوري خلافا لاتفاق الطائف في سياق السياسة نفسها الرامية إلى إضعاف التمثيل المسيحي، وبالتالي لم تطرح "القوات" نقل أي مقعد من ضمن الـ108 نواب، بل من ضمن ما تمت إضافته تزويرا للطائف.
ومن ثم هل من يجهل حجم الخزان القواتي في الدير، فيما لو كان فعلا نية "القوات" نقل المقعد الماروني من بعلبك-الهرمل لكانت تريثت بانتظار ان تحسم المفاوضات الانتخابية، وبالتالي لا أساس لكل ما قيل في هذا الموضوع، والحقيقة الوحيدة والساطعة أن "القوات" لن تترك الدير من دون التمثيل الصحيح، وخطوتها جاءت تأكيدا على إصرارها تصحيح الغبن اللاحق بهذه المنطقة، كما جاءت ضمن استراتيجيتها الانتخابية التي بدأت ترجماتها في البترون واستكملتها في بعلبك-الهرمل والحبل على الجرار.

  • شارك الخبر