hit counter script

الحدث - حسن سعد

لماذا لا يستفتي الحريري شارعه؟

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعدما دخل الرئيس سعد الحريري مرحلة "مُراكمة الخسائر الخاصة والعامة" ولم يبقَ لديه شيئاً يخسره سوى ما تبقى له من شعبية "مستقبلية"، وفي ظل الانقسام "غير البريء" في آراء أعضاء كتلة "المستقبل" النيابية وكوادر "تياره" الموزّعة ما بين دعم ترشيح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والتمسّك بترشيح النائب سليمان فرنجية والبحث عن مرشح "توافقي" بديل، يقف رئيس تيار "المستقبل" حائر الخيار مُتوجّس النتائج وبالتالي مُكبّل القرار.

وما يزيد الأمور إرباكاً ويمنع تحقيق رغبته في تسريع الانتخابات الرئاسية ورفع تهمة التعطيل عن نفسه، هو أن الرئيس الحريري "أسير" ما يصله من كلام عن رفض الشارع "المستقبلي" لفكرة انتخاب الجنرال عون رئيساً، رغم أن هذا الكلام غير مُثبت واقعياً ويحتاج إلى ما يؤكّده عملياً لتبيان مدى صحته، وهل يستحق أن يخضع خيار الحريري لتأثيره قبل التحقق من حجم هذا الرفض؟

لا شك أن "التحوّل الحاد" من تبنّي ترشيح النائب سليمان فرنجية بعد التخلّي عن ترشيح الدكتور سمير جعجع  إلى عقد النيّة على انتخاب العماد ميشال عون بعد "تجميد" ترشيح النائب سليمان فرنجية ليس من المهام السهلة - بل هو من الزلات السياسية التي لا تغتفر لمن نصح به - إلا أن نتائج هذا "التحوّل" باتت تفرض أن يُقدم الرئيس الحريري على خطوة جريئة تمكّنه من تجديد وتأكيد "التفويض الشعبي" ليكرّس من خلاله زعامته السياسية والشعبية ويعزّز حظوظه بالوصول إلى مبتغاه ويقيه تداعيات ردود فعل "الممانعين" داخل فريقه ويبعد عنه أي لوم أو قصاص إقليمي.

من أجل مستقبله ومستقبل "المستقبل" وتسريعاً لحل الأزمة الرئاسية، لماذا لا يستفتي الرئيس الحريري شارعه "المستقبلي" بدلاً من الإكتفاء بالإستماع إلى آراء نوّاب كتلته النيابية وكوادر تياره السياسي المتباينة، خصوصاً أن "الشعب أصدق إنباءً من النوّاب وأكثر عقلانية وشفافية"؟ ولماذا يخشى الحريري فتح أبواب دارته أمام بيئة "المستقبل" من المناطق كافة لتعبّر - من دون وسطاء - عن حقيقة موقفها وحجم رفضها أو قبولها لخيارات زعيمها، فتجديد التفويض الشعبي للحريري مع الدعم المطلق لمواقفه "على الحلوة والمُرّة" يعتبر من أمنع الحصون في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية ومصدر قوة على طاولات المشاورات والمفاوضات والحوارات؟

المسألة تحتاج إلى جرأة يمتلكها شارع "المستقبل"، ولكن هل يجرؤ رئيس تيار "المستقبل" على استفتاء شارعه الذي لا شك أنه يعي جيداً أن حرمان العماد عون كرسي بعبدا لن يعوّض على الحريري خسائره الإقليمية بل سيتراكم فوقها خسائر داخلية أكبر وأخطر عليه وعلى شارعه وعلى كل الشوارع في لبنان؟

حسن سعد - ليبانون فايلز - 

                                

  • شارك الخبر