hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - جهاد نافع

ميقاتي والغمز ضد التطرف وتيار سياسي

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 07:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

ما تشهده الساحة السياسية اللبنانية من توترات على اكثر من صعيد وفي الوقت الذي يزمع فيه التيار الوطني الحر النزول الى الشارع، فيما التوتر السياسي على الساحة الطرابلسية يتخذ منحى تصعيديا بين التيار الازرق والوزير اشرف ريفي من جهة ومن جهة ثانية التوتر الذي ساد حفلا في السفيرة بالضنية بين المفتي مالك الشعار والنائب خالد ضاهر ...
في ظل هذا المشهد السياسي المتوتر يبرز خطاب هادىء يحاول صب الثلج على النار المشتعلة ولعل اختيار صرح جامعي في طرابلس جاء في الوقت المناسب لا سيما انه صرح اسلامي معروف بالاعتدال يشابه نهج الرئيس ميقاتي في مسيرته السياسية الطويلة في محاولاته الدائمة لتثبيت نهج الوسطية على مختلف المستويات.
فالرئيس نجيب ميقاتي لا يدع مناسبة طرابلسية الا ويدلي فيها بدلوه مكرسا ثوابته المتمثلة في منهجية السياسة المنفتحة وتثبيت مفاهيم الاعتدال والوسطية اينما حل، سواء في الاوساط الشعبية او السياسية وفي الصروح الجامعية الطرابلسية التي تأخذ مكانها بين الجامعات اللبنانية وآخرها رعايته لتخرج طلاب جامعة طرابلس حيث كانت مناسبة لطرح جملة مواقف من الاحداث السياسية على الساحة اللبنانية عامة والطرابلسية خاصة.
من المهم جدا ان يطرح الرئيس ميقاتي مسألة في المفهوم الديني وسط الطلاب الجامعيين، حين يؤكد المؤكد ان الدين الاسلامي هو دين السماحة وان موجات التطرف والارهاب التي تتخذ من الاسلام حجة وشعارا لها لا تمثل الاسلام في شيء ...
فهذا الطرح الذي يؤكده ميقاتي شاء تكريسه مفهوما يعكس جوهر الاسلام في مدينة عانت لمدة من موجات التطرف وانتصرت عليها لصالح مدينة معروفة بتاريخها الاسلامي المعتدل وانفتاحها وتعايشها بنسيج اجتماعي متنوع وواجهت بعض الموجات التي حاولت تشويه المدينة قبل ان تعود الى ممارسة دورها الوطني وتتأهب لتعود مدينة حاضنة للجميع وعاصمة ثانية للبنان فعلا وليس قولا وحسب.
لمن الموقف الذي اعلنه ميقاتي في السياسة الراهنة؟ غمز فيه من قناة اكثر من جهة واكثر من تيار سياسي حيث رأى ضرورة الكف عن التصعيد في الزمان والمكان الخاطئين ولان كل تصعيد لن يجد خواتيمه في التأثير على مجريات الامور السياسية ...
وهنا يرى ان خطاب التوتير والاستفزاز والفوقية لم يحقق اي مكاسب...
يلحظ مصدر سياسي ان ثلاث عبارات وردت في كلمة ميقاتي هي : التوتير، الاستفزاز، والفوقية ... فمن قصد بهذه العبارات؟
يعتقد المصدر ان الرئيس ميقاتي يتلمس عدة جهات سياسية تطلق خطبا تفضي الى التوتر والاستفزاز ومواقف سياسية تتسم بالفوقية في التعاطي مع الشؤون الوطنية الكبرى ومع قضايا الناس ...
فما تشهده طرابلس بين حين وآخر يرفع من منسوب التوتر السياسي بين مكونات طرابلس السياسية بل يؤدي الى استفزاز لن تكون نتائجه مرضية لاحد ...
اما الفوقية فتلك التي تضع نصب اعينها اهدافها ومصالحها قبل مصلحة الوطن بتشبث لا يفضي الا الى نتائج وخيمة ،ولعل النزول الى الشارع توقيت خاطيء في الزمان والمكان في ساحة محاطة بنيران مشتعلة من كل جانب.
ولعل اشارة الرئيس ميقاتي الى ان لبنان استطاع حتى اليوم تجنب الانزلاق في اتون الصراعات كافية للتحذير من هذا الانزلاق بالرغم من تلمسه ان بعض القوى المحلية مندفعة للولوج اليها باطلاقها المواقف التصعيدية والاراء المتشنجة التي تهدد بالويل والثبور وعظائم الامور.
برأي الرئيس ميقاتي ان الاولوية هي لحماية ما تبقى من مؤسسات عامة واولها الحكومة وان غاية اللبنانيين انتخاب رئيس للجمهورية واقرار قانون انتخابات واجراء الانتخابات في موعدها واعتماد السبل الديموقراطية طريقا وحيدا لتحقيق الاصلاحات.
ويرى ميقاتي ان ذلك يتم بالعودة الى الكتاب وهو دستور الطائف الذي لم يطبق كاملا منتقدا قطع سبل التواصل بين الاطراف السياسية وضرب الحوارات وتعطيل شرايين البلد...
ما قاله الرئيس ميقاتي بات يشكل طرابلسيا وثيقة وطنية تجمع عليها قيادات سياسية طرابلسية تضع الاسس الاولى لتحالف سياسي على مستوى طرابلس والشمال ومنطلق لمنهجية تكرس الوسطية والاعتدال في كل شأن من شؤون البلاد العامة.

  • شارك الخبر