hit counter script

الحدث - شارل جبور

هل تفاؤل عون في محله؟

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 06:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الأجواء المسربة عن العماد ميشال عون في الأسابيع والأيام الأخيرة تشي بتفاؤل رئاسي مرده إلى جملة عوامل أهمها التبدل في موقف النائب وليد جنبلاط الذي آكد تأييده انتخاب عون انطلاقا من "تفاهم معراب"، والتبدل الجزئي في موقف الرئيس سعد الحريري الذي اجتاز نصف المسافة بدعوته السيد حسن نصرالله إلى خلوة مع العماد عون والنائب سليمان فرنجية تُفضي إلى انسحاب أحدهما للآخر، وهذا ما فسره الوزير نهاد المشنوق بانه مؤشر لاستعداد الحريري انتخاب عون، وبالتالي العقبة التي جسدها الحلف الثلاثي الداخلي، المتمثل بالرئيس نبيه بري والحريري وجنبلاط، أمام وصول عون إلى بعبدا قد زالت مبدئيا، فيما معروف عن بري قدرته على تدوير الزوايا والتقاط الإشارات وان يتحول في لحظة واحدة إلى عراب انتخاب عون.
وإذا ما أضيف إلى الموقف الجزئي للحريري انتخابات طرابلس، فإن نتيجتها كفيلة بدفعه إلى تأييد خيار العماد عون كمعبر لترؤسه الحكومة التي تحولت إلى حاجة قصوى أكثر من أي وقت مضى، خصوصا ان الانتخابات النيابية على الأبواب وتأجيلها من سابع المستحيلات، كما بدفع "حزب الله" إلى احتضان رئيس "المستقبل" للالتفاف على "الاعتدال القوي" الذي ظهر في طرابلس مع اللواء أشرف ريفي.
وإذا ما تم الاستناد إلى ما تقدم، فيعني ان تفاؤل الأوساط المقربة من العماد عون في محله، ولكن لا يجب التقليل في المقابل من العوامل التي ما زالت تعترض سبيل عون إلى بعبدا، وأبرزها:
أولا، لا نقاش بأن الرئيس الحريري يريد ان يكون في السراي الحكومي اليوم قبل الغد، ولكن المملكة العربية السعودية أقفلت باب النقاش السياسي مع المسؤولين اللبنانيين أقله منذ تجميدها للهبة العسكرية، فلم تستقبل رئيس الحكومة ولا أي مسؤول آخر، وبالتالي لن يقدم الحريري على تبني ترشيح عون من دون الضوء الأخضر السعودي تجنبا لمزيد من المشاكل مع المملكة، وهذا لا علاقة له بوجود فيتو سعودي او عدمه، إنما يتصل بموقف الرياض من بيروت.
ثانيا، لا يبدو ان "حزب الله" على عجلة من أمره لانتخاب حليفه المسيحي، إذ يكتفي في التمسك بترشيحه من دون القيام بأي خطوة عملية، وعدم التقاطه فرصة ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد عون شكل أكبر دليل على رغبته باستمرار الفراغ، وقد يجد الحزب أي سبب لعرقلة الاستحقاق في حال حسم الحريري موقفه، لانه لا يجد حرجا في القضايا الاستراتيجية، كما لا يفترض التقليل من تحسُّب الحزب لأي اصطدام مع عون الرئيس، ولا من ولادة ميزان قوى جديد محوره رئيس الجمهورية بالتحالف مع الدكتور جعجع.
ثالثا، يفترض التدقيق أكثر في موقف الولايات المتحدة من انتخاب العماد عون، وذلك ليس من باب التضييق على "حزب الله"، لأن من يؤيد انتخاب فرنجية يؤيد انتخاب عون، إنما لجهة العلاقة الملتبسة بين واشنطن وعون.
رابعا، إنهاء الفراغ يفقد طهران ورقة مقايضة يمكن ان تستخدمها في لحظة معينة على قاعدة ربط المسارات ببعضها، خصوصا اللبناني-السوري.
خامسا، انتخاب العماد عون يُقفل باب التعديلات الدستورية من البوابة المسيحية، لأنه يؤدي إلى ترييح المسيحيين، فيما المطلوب إشعارهم بالتهميش المتواصل رئاسيا ونيابيا لملاقاة أي ظرف محتمل لفتح هذا الباب.
سادسا، انتخاب عون يعني عودة المارونية السياسية انطلاقا من حجمه التمثيلي ورمزيته ووصوله على قاعدة توافقية مسيحية بعد "تفاهم معراب" وليس انقسامية، ولا يبدو ان هذه العودة محط ترحيب داخلي لاعتبارات مختلفة.
سابعا، عدم انتخاب العماد عون بعد أكثر من سنتين على الفراغ يؤشر بحد ذاته إلى وجود عوامل معرقلة لوصوله إلى بعبدا.
ولكن بمعزل عن كل تلك الأسباب وغيرها، لا يمكن تجاهل حقيقة ان العماد عون اقترب للمرة الأولى من أقرب نقطة لدخول قصر بعبدا في ظل تمسك "حزب الله" بترشيحه ودعمه من قبل "القوات اللبنانية" وتفهُّم النائب جنبلاط وغياب البدائل لدى الرئيس الحريري.
 

  • شارك الخبر