hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

صيفّ ثالث بلا رئيس...

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ستاتيكو المراوحة تابع... في العاشر من ايار الجاري "سيتنزّه" بعض النواب قاصدين ساحة النجمة من أجل تسجيل رقم قياسي جديد في صندوق الفراغ الرئاسي. "كزدورة" لن تعني سوى البصم على مرحلة لا أفق لها من المراوحة السياسية بانتظار مؤشّرات حاسمة نحو الحلحلة لا شئ يدلّ على أن أوانها قد حان بعد، والأهم تدشين بداية العام الثالث من الفراغ المدوّي في قصر بعبدا.
منذ اللحظة الاولى لمشاركة الرئيس سعد الحريري شخصيا في جلسات انتخاب الرئيس فقد حضور "الشيخ" زخمه سريعاً. استنفرت الكاميرات في الجلسة الاولى وغاص المحلّلون في سيناريوهات رئاسية وبعدها عادت الامور الى نصابها الـ "لا طبيعي". اجترار الجلسات العقيمة في وقت كان ينشطه فيه الرئيس نبيه بري لاعادة الحياة الى الجلسات التشريعية لكن من دون جدوى.
قال الحريري للصحافيين في الجلسة رقم 36 لانتخاب رئيس الجمهورية في 2 آذار الماضي "قرّبنا" (من النصاب). لكن الرياح لم تجر كما تشتهي سفن "الشيخ". حضر 72 نائباً، وفي حسابات "تيار المستقبل" ان الرقم الفعلي هو 81 لأن تسعة نواب من 14 آذار لم يتمكّنوا من حضور الجلسة لاعذار مختلفة. أقصى طموحات الحريري كان حضور سليمان فرنجية وكتلته ما كان سيرفع العدد الى 85 نائبا.
لكن بعد جلسة الثاني من آذار وبدل ان يقترب عدد "زوار" المجلس من الثمانين تناقص تدريجا حتى عاد ولامس خط "الاحباط المطلق". تأكّد لكثيرين وبالعين المجرّدة ان النصاب ليس عدديا بل هو نصاب تسوية مفقودة حتى إشعار آخر. انضمّ شهر نيسان الذي تقاطعت احتمالات عدد من السياسيين، بينهم الحريري نفسه، بأنه سيكون شهر "عرس الرئاسة"، الى أشهر العجز المتراكمة، وحَال أيار وما بعده لكن يكون أفضل حالا!
رصدت على السنة القوى السياسية في الاشهر الماضية أحاديث مركّزة عن دينامية انطلقت بعد توقيع الاتفاق الايراني النووي والتي ستنتج تغييرات ملموسة في المدى القريب، لكن مفاعيل التفاؤل تضآلت تدريجا وبات اليوم الحديث الاكثر إقناعا بأن الرئاسة مؤجّلة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وقبل ذلك ربما معركة حلب!
لم يكن ميشال عون وحده من كان يجاهر بأن التطورات الاقليمية ستكون لصالحه. هو القائل بأن "الجميع يعرف هوية المنتصر. ونحن نقف في خط المنتصر". شكّل كلامه آنذاك مادة اشتعال مرغوبة في صالونات خصومه: أولا لأنه يبدو كمن ينتظر هذا الانتصار في وقت يعاير فيه الاخرين برهانهم على الخارج، وثانيا لأنه قدّم خدم مجانية لمن بحّ صوته قائلا بأن عون مرشّح "محور" وليس مرشحا توافقيا.
الآخرون ايضا لم يقصّروا، ويكفي رصد ردّة فعلهم حين أعلن الرئيس الروسي سحب جزء كبير من قوات بلاده من سوريا. حتى الرئيس نبيه بري يمكن رصد عدّة "توقعات" له تظهر اندفاعه غير المفهوم صوب التبشير بمرحلة من الانفراج الرئاسي لم يعرف بعد سبب رهان رئيس مجلس النواب على حصوله.
المهمّ ان جلسات انتخاب الرئيس مستمرة، والرهانات مستمرة أيضا على انفراجات اقليمية عمقها الاساس هو المشهد السوري. يقول سياسي مخضرم "أزمتنا لن تحلّ قبل إعادة تكوين السلطة في سوريا ما يتيح السير نحو صيغة هي أقل من الطائف وأكبر من الدوحة. هذا تحديدا ما يفسّر الهدوء الذي ينسحب على كافة الجبهات حتى في الوقت الذي استنفرت فيه الانتخابات البلدية كل العصبيات السياسية. هو الهدوء على جبهة قانون الانتخاب والتشريع "الجامد" والعمل الحكومي وضبضبة الخلافات بين أركان السلطة وتوقع حصول التمديد الثالث لقائد الجيش العماد جان قهوجي من دون ضجة سياسية شبيهة بتلك التي رافقت تأجيل التسريح الاول ثم الثاني... هذا الصيف لن يكون هناك انتخابات رئاسية والارجح لن يحصل ذلك حتى نهاية العام رغم كل السيناريوهات المتفائلة".
 

  • شارك الخبر