hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

باريس تستدرك: الدولة قبل الـNGOs

الثلاثاء ٥ تشرين الأول ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يشهد لبنان هذا الأسبوع دينامية ديبلوماسية لافتة، محطّتها الاساسية زيارة منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان. تكتسب زيارة دوكان أهمية كبيرة، بالنظر الى أن باريس لا تزال، الى الآن، المنفذ الخارجي الأساسي الى الغرب، وربما الوحيد، بالتوازي مع الدور المتقدّم الذي يقوم به الأردن عربيا ودوليا.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله المبادر في إثارة موضوع عدم جواز ترك لبنان فريسة الإهمال الحاصل له والحصار المفروض عليه. كما كان المبادر في حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن على ضرورة مدّ يد المساعدة. ومن ذلك اللقاء تحديدا خرجت فكرة الإستعانة بالغاز المصري والكهرباء الأردنية، معطوفة على الـwaiver الأميركي الذي يستثني لبنان من مندرجات قانون قيصر وعقوباته في مسألتي الغاز والكهرباء تحديدا.
صحيح أن الـwaiver لم يصدر بعد، لكن مفاعيل القرار الأميركي واضحة، لا بل هي حاضرة في القرار الدولي بتأمين المساعدات الى لبنان، حتى لو لا تزال في حدّها الأدنى.
ولا يخفى أن أداء حزب الله من جهة، وخصوصا بعد خضّة المازوت الإيراني، والوهن والتفتّت الضارب بالمؤسسات اللبنانية، وبعضها محوري في الإستقرار كالمؤسستين العسكرية والأمنية، سرّع القرار الأميركي بفكّ جزئي للحصار، وإن لم ينجح بعد كداعم للجهد الفرنسي، في إقناع المملكة العربية السعودية بالعودة الى لبنان.
ولا يخفى أيضا أنّ واشنطن وباريس تأخذان في الإعتبار أن حزب الله وحده بين نظرائه، وقاعدته وحدها بين اللبنانيين جميعا، لم يلحقها الأذى من جراء العقوبات الدولية – الأميركية المفروضة على البلد. لا بل كرّس الحصار غير المسبوق سياسيا غلبة الحزب وعمّق تحكّمه بالقرار الى حدّ بعيد، حتى لو تواضع وأنكر ما يصفها بـ "التهمة".
في ظلّ هذه الأجواء، تأتي مهمة دوكان البيروتية الطويلة نسبيا، في صلب كل هذا الجهد الاميركي – الفرنسي لإعادة الإعتبار الى الدولة اللبنانية، بعدما أسهمت باريس تحديدا في تقليص حضورها يوم قرر الرئيس إيمانويل ماكرون أن يقتصّ وينتقم إثر تعثّر رؤيته الحالمة الى الحلّ اللبناني. وحصل هذا حين تقرّر أن تُقصى الدولة بمؤسساتها عن تقديم او توزيع اي مساعدة دولية، وأن تعوّم باريس منظمات المجتمع المدني في سابقة لا مثيل لها تركت ذيولا جمّة، أهمها تزخيم عملية تحلّل الدولة. لكنّ الإليزيه يبدو راهنا مستدركا لهذا الخطأ الجسيم، وإن أتى الإستدراك متأخرا نوعا ما.

  • شارك الخبر