hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

عبود في اليوبيل الـ50 لرابطة كاريتاس: سنكمل مسيرتنا

الثلاثاء ١٩ تموز ٢٠٢٢ - 10:50

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

احتفلت رابطة كاريتاس لبنان باليوبيل الذهبي لتأسيسها تحت شعار :"خمسين...ومكملين"، واقامت نشاطات عدة ركزت على عملها منذ نصف قرن أي قبل اندلاع الحرب اللبنانية منتصف السبعينيات فكانت اليد الممدودة التي ساعدت اللبنانيين في كل المناطق ومن كل الطوائف والمذاهب ودعمتهم أثناء الاحتياجات الاسرائيلية وبقيت معهم بعد الحرب وصولا إلى الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها اليوم، حيث ما زالت ثابتة ومصرّة على تقديم كل أنواع المساعدات (الاستشفائية والطبية والتربوية والاجتماعية وحتى العينية اذا ما تطلب الامر ذلك.

وفي هذه المناسبة، اكد رئيس الرابطة الأب ميشال عبود ل "الوكالة الوطنية للإعلام" اننا "سنكمل مسيرتنا، ومن ساعدنا مدة خمسين عاما سوف يساعدنا في هذه الظروف لنكملها، لأننا جمعية كنسية تعمل بإسم الرب وهو ما يميزنا عن غيرنا لنعمل في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب ، إلى ذلك فإن لكاريتاس قضية وقضيتها هي الإنسان الذي نرى فيه الرب الذي نتكل عليه لتدبير أمورنا رغم كل المصاعب ،لذلك ورغم كل شيء نحن لا نخاف على كاريتاس ولا على الكنيسة ، لكننا خائفون على أنفسنا من ألا نقوم بواجباتنا داخل كاريتاس والكنيسة. فالإنسان لا يسأل ماذا سيعمل بل ماذا يستطيع أن يعمل وهناك أشياء كثيرة نستطيع أن نقوم بها الآن".

واضاف: "في أوقات العواصف لا وقت لدى الإنسان ليتعلم، لذلك عليه ان يطبّق ما تعلّمه في مراحل سابقة وهنا تبرز قدرة فريق العمل لدى كاريتاس في هذه الأوقات الصعبة وكيفية إدارته ليقوم بواجباته رغم العواصف المحيطة به من كل صوب، متسلحا بما يملكه من أسلحة انسانية من الإلتزام إلى الانتماء، إلى المناقبية، والأهم تحديد الهدف الا وهو الإنسان بغض النظر عن لونه أو دينه أو انتماءاته المتعددة".

وتابع: "إضافة الى ذلك تعتمد كاريتاس على الطاقات اللبنانية الكثيرة الموجودة في لبنان وخارجه والتي عليها استخراجها، ففي لبنان أربعة ملايين نسمة وفي الخارج ١٢ مليون، وعلى كاريتاس أن تشكل صلة الوصل بين المحتاج في الداخل والقادر على المساعدة في الداخل والخارج. وهنا علينا أن نفتش عن المحتاجين وأن كان بعضهم يبالغ بحاجات في بعض الاحيان ، لكن هناك من يتألمون بصمت ويأتون إلينا بصمت أو نعرف حاجاتهم عن طريق اشخاص آخرين ،كما أن هناك فئة جديدة وهي (الفقراء الجدد) وهم أصحاب الدخل المحدود حيث القدرة الشرائية باتت تفوق القدرة المادية الموجودة لديهم. هناك أشخاص من هؤلاء يموتون في بيوتهم لانهم عاجزون عن إجراء العمليات، وهناك أشخاص أصيبوا بالعمى لانهم عجزوا عن القيام بعملية (المي الزرقا) ،وهناك أشخاص يحتاجون لأدوية سرطان وآخرون لا يأخذون ادويتهم بحسب الوصفات الطبية، وهو ما سيترك آثاراً كبيرة على صحتهم في المستقبل. ففي الخلاصة نحن حاولنا إلى (شعب يموت على البطيء)."

وعن الحاجات الأكثر إلحاحا في هذه المرحلة قال عبود: "اهم الحاجات اليوم هي بدل الاستشفاء وبدل الادوية ثم يأتي الأكل، وهذا شيء طبيعي لان الانسان يبحث عن البقاء في الأزمات، فكل شيء قابل التأجيل من المنزل إلى العلم وقد حصل ذلك في فترة الحرب اللبنانية عندما تأجلت المدارس وخصوصا أن هناك مشكلة التعليم عموما والمدارس الخاصة خصوصا، حيث تساعد كاريتاس في تعليم الاولاد من جهة وفي رواتب الأساتذة من جهة أخرى".

وعن تجاوب الداعمين لكاريتاس في الداخل والخارج قال عبود :"نشكر الله بأن هناك تجاوبا وقد تضاعفت الهبات والمساعدات حتى من اللبنانيين ، لكن المشكلة تبقى في أن الحاجة صارت كبيرة وفاقت ما هو مقدم بأربعة اضعاف على الأقل، لذلك نحن نتفهم وجع الناس والانتقادات لانه لا يصيبهم كل ما يطلبون ، من هنا اوجه نداء عبر الوكالة الوطنية للاعلام إلى كل لبناني في أي مكان كان في الداخل أو الخارج، أن يساهم ولو بمبلغ قليل، على أن يكون هذا المبلغ ثابت وشهري لتجميع هذه الأموال وصرفها على الحاجات المطلوبة ، وفي هذا الموضوع بالتحديد ستطلق كاريتاس مشروعا ، فإذا جمعنا مليون أو مليونين شخص نكون قد نجحنا على أن يكون ذلك ضمن برنامج واضح ومحدد يشرح المتبرع كيفية صرف أمواله على أن يصبح المتبرع والمستفيد عضوا ثابتا في كاريتاس وبهذا نعطي فرصة العطاء للجميع لان الفرح الحقيقي يأتي من العطاء وليس من الأخذ، والعطاء يعبد درب السماء خصوصا اذا ما كنا نعطي الأشخاص لا نعرفهم. وهنا تشدد كاريتاس على ضرورة تربية الأجيال الجديدة على العطاء والمشاركة لتحقيق الأهداف الكبرى".

اما عن مساعدات الجهات المانحة فاكد رئيس كاريتاس أن "الرابطة توزع عينات من الأطعمة على المحتاجين ومنظمة الأغذية العالمية والتي توزع خصوصا غذائية للعائلات في كل المناطق ،فنحن نتلقى الأسماء من المنظمة ونوزع المساعدات دون أي تدخل في هذه الأسماء فدورنا هو صلة وصل لا أكثر ولا اقل، وهذا ما يدفع الجهات المانحة على التعامل معنا لاننا نتعامل معها بكل وضوح وشفافية. "

وعن في المجال التربوي اكد عبود "وجود قسمين ،الأول يتعلق بكاريتاس بشكل مباشر وهو للتلاميذ ذوي الصعوبات التعليمية والاحتياجات الخاصة والذين هم من أبناء العائلات الفقيرة ،هؤلاء لديهم فريق عمل مكلف لأنه متخصص وفي الوقت نفسه مخصص لمتابعتهم وهم متطوعون على أربعة مراكز، اما القسم الثاني فهو يهتم بالدعم التعليمي اي دعم المدارس الخاصة الكاثوليكية. وفي هذا الموضوع تقدّم كاريتاس مساعدات للعائلات المحتاجة في هذه المدارس وذلك لمساعدة المدرسة على الاستمرار وتأمين رواتب المعلمين. والحقيقة اننا كنا نتوقع نجاحا أكبر لهذا البرنامج، لكن المجتمع الغربي غير معتاد على تقديم مساعدات للتعليم لأن الفقير برأيه يضع أولاده في مدارس الدولة وليس في المدارس الخاصة. هذا المجتمع لم يفهم تفاقم الأوضاع التربوية في لبنان وتحديدا اوضاع الفقراء الجدد وأوضاع الأساتذة المعرضين للجوع في حال أقفلت هذه المدارس اما نحن خائفون على المدارس والأساتذة ونشدد على ضرورة تقديم الدعم لضمان الاستمرارية لهما".

وعن تعاون كاريتاس لبنان مع روابط كاريتاس في الخارج خصوصا وأنها مؤسسة كنيسة منتشرة في العالم اشار إلى "أن هناك شبكة اسمها (الكاريتاسات الشقيقة) وعلى هذه الشبكة أن تساعد، إضافة إلى أن أعضاء هذه الشبكة يساعدون أهل البلد حيث يتواجدون فإن لديهم مكاتب عندنا في لبنان واهمهم كاريتاس اميركا، إلمانيا، الدانمارك، ايطاليا، فرنسا وغيرها.هؤلاء يساعدون الشعب اللبناني عبر كاريتاس لبنان ، إضافة إلى أن هناك كاريتاسات يرسلون الأموال من الخارج عبر كاريتاس لبنان، وهنا اشدد على انه رغم كل هذه المساعدات الكبيرة فإن الحاجات تبقى أكبر بكثير ."

وقال:"نلاحظ في هذه المرحلة أن جمعيات كثيرة في لبنان تتلقى مساعدات كبيرة جدا من جهات مانحة مختلفة وهذا برأي يكفي الفقراء الموجودين فيه وإلى حد كبير، لكن السؤال يبقى في كيفية صرف هذه الأموال والتي قد تصرف على حاجات آنيّة . من هنا ندعو الجميع الى التركيز على الحاجات الملحّة التي لا تتحمل التأجيل لأننا في ظروف استثنائية، كما نطالب المجتمع الدولي والجهات المانحة بضرورة اعتماد المراقبة الدقيقة لكل هذه الجمعيات" .

رزق
اما مسؤولة التنسيق الميداني في كاريتاس منال رزق فأشارت إلى "وجود ٣٦ مركزا موزعين على كل الأراضي اللبنانية من الجنوب إلى الشمال إلى جبل لبنان وصولا إلى بيروت والبقاع، ويوجد في هذه المراكز متطوعون يقدمون مساعدات اجتماعية، ومسؤولون عن النشاطات ضمن كل منطقة، وهذه المراكز تعمل ضمن مشاريع ممولة من هيئات محليّة ودولية ،كما وتقدم مساعدات عينية بحسب حاجات كل منطقة، وقد ازدادت هذه المساعدات بعد ثورة ١٧ تشرين وانفجار بيروت والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مما جعل الطبقة الوسطى تختفي شيئا فشيئا وتزداد الحاجات أكثر فأكثر، وتتنوع لتشمل حليب الاطفال والحاجة الى تغطية نسبة معينة من فاتورة المستشفى ومن أدوية السرطان، خصوصا مع تراجع مساعدات الضمان الاجتماعي والمؤسسات الاخرى".

صيّاح
من جهتها ، اكدت المسؤولة عن الاجانب وبيوت الايواء حِسن صيّاح أن "هدف هذه البيوت هو إعطاء الأمان للعاملين الأجانب الذي يواجهون المشاكل عملاَ بقول المسيح "كنت غريبا فآويتموني ..."وقد بدأ العمل به منذ ٢٣ عاما ، وهو يؤمن الحماية للعمال الأجانب ويتابع أمورهم القانونية العالقة أمام القضاء (تكليف محامي ، المتابعة عند الضابطة العدلية...) كما يشكل صلة الوصل بينهم وبين أصحاب العمل"، وشددت على أن هذه "البيوت موجودة في أماكن سرّية تؤمن الأمان لضحايا الإتجار بالبشر تحتضنهم وتقدّم لهم النصح والإرشاد ومتابعة مشاكلهم الطبية بحسب المعايير والامكانيات ، بالإضافة الى تقديم المساعدات العينية لهم خارج هذه البيوت ، اذا ما تطلبت حالتهم ذلك. وقد ازدادت هذه الحالات بعد انفجار بيروت وانتشار وباء كورونا".

زغبي
وكشفت منسقة المراكز الصحية في كاريتاس جويس زغبي أن "لدى كاريتاس عشرة مراكز صحية في بلدات: ضهر العين، طرابلس، صربا، ريفون، سد البوشريةّ ،سن الفيل، صيدا، صور، زحلة ودير القمر، وثمانية عيادات نقالة تنتقل في المناطق اللبنانية النائية التي لا يوجد فيها مراكز لرابطة كاريتاس، إذ تقدّم هذه المراكز المعاينات الطبية من كل الاختصاصات : استشارة للتغذية، طب اسنان، فحوصات مخبرية، توزيع أدوية،علاج فيزيائي ، تقويم نطق ، خدمات صحة نفسية، جلسات توعية نفسية ، جلسات توعية على مواضيع متعددة. تنيظم فريق العمل الموجود في هذه العيادات جلسات توعية في الكنائس والمدارس والمخيمات اللاجئين، وحملات صحية لأمراض متعددة، وتوفير في بعض الحالات ماكينات الأوكسجين مع طبيب وممرضة لمتابعة المريض".

وقالت:"لقد غطى هذا القسم منذ فترة تكاليف ٨٠ عملية ماء زرقاء بالتعاون مع بعض الجهات المانحة، وتقديم العديد من حملات توعية للنساء بالاضافة الى تأمين الحاجات النسائية الشهرية".

  • شارك الخبر