hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

هوكشتاين... والـ "Mission Impossible"

الثلاثاء ٥ آذار ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لن تكون مهمة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين سهلة على الرغم من الإصرار الذي يبديه الرئيس جو بايدن على النجاح في إرساء هدنة موقتة في غزة وتهدئة في الجنوب اللبناني تبعد خطر الحرب الشاملة.
هوكشتاين الذي زار الرئيس نبيه بري، ومن خلاله تفاوض مع حزب الله، حمل هذه المرة أفكاراً تفضي إلى الاستقرار على الجبهة اللبنانية على طريقته، وبما يظنّ أنه قد يحظى بموافقةٍ من الحزب والسلطة الإسرائيلية أو بضمانات عسكرية، رفضت حكومة بنيامين نتنياهو تقديمها في المرّة الأخيرة التي زار فيها هوكشتاين تل أبيب، ما دفعه إلى اختصار الرحلة والعودة إلى واشنطن من دون المرور ببيروت.
أفكار المبعوث الأميركي تسعى إلى الفصل بين جبهتي الجنوب وغزة، وإرساء تهدئة بين حزب الله وإسرائيل بمعزل عمّا يجري من مفاوضات في القاهرة للتوصّل إلى هدنة قبل شهر رمضان. لكنّ فصل الجبهتين ليس ما يمكن أن يوافق عليه الحزب، وأمينه العام السيد حسن نصرالله الذي كان واضحاً منذ البداية ومنذ الثامن من تشرين الأول الماضي، عندما فتح جبهة إسناد لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وربط مصير الجبهتين، مؤكداً في كل إطلالاته التي تلت "طوفان الأقصى" ألّا تهدئة قبل وقف الحرب بشكل كامل على قطاع غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي منه وعودة أبنائه إلى مناطقهم.
ما يحاول المبعوث الأميركي إرساءه يتخطّى محاولات خفض التصعيد وتجنّب الحرب الكبرى على جانبي الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، بعد تخوّف حقيقي أميركي من اجتياح إسرائيلي للجنوب نهاية الربيع، وصولاً إلى صياغة اتفاق على الحدود البرية الذي وصفه السيد نصرالله بالفرصة التاريخية، شرط أن يبدأ من النقطة B1غرباً وصولاً إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري شرقاً.
وتشمل الترتيبات التي يعمل عليها هوكشتاين تطبيق القرار 1701 بشكل كامل طالما الحكومة اللبنانية تطالب بذلك، مع تقديم مغريات إقتصادية على شاكلة إعادة إعمار ما هدّمته آلة الحرب الإسرائيلية في قرى الجنوب والشريط الحدودي، لكن هذه المغريات يقابلها انكفاء عناصر حزب الله إلى شمالي الليطاني في موازاة تعزيز انتشار الجيش وتوسيع مهامه المشتركة مع قوات اليونيفيل، وهو أمر يرفضه الحزب حتى الساعة.
الحلّ الثلاثي المراحل الذي حمله هوكشتاين إلى بيروت يركّز بشكل أساسي على التوصّل إلى تهدئة عسكرية وتثبيتها بما يحول دون عودة المواجهات الى الجنوب في حال انتهاء هدنة غزة، قبل التوجّه نحو انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة عبر حكومة إنقاذية، ويكون انتخاب الرئيس في اللحظة المناسبة لضمان تطبيق القرار 1701 والتفاوض على ما يمكن أن يحظى به الجنوب من اتفاقات مستقبلية، وهذا يعني اختيار شخصية تحظى بثقة العواصم الغربية وحزب الله في آن قد لا تكون رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، فهل تقبل الأطراف اللبنانية الأخرى بألّا تكون شريكاً في اختيار الرئيس العتيد؟ أم أن الجانب الأميركي لم يعد يقيم لها وزناً ولا يقف عند آرائها، كما هو حاصل في كل اللقاءات التي يجريها الموفدون الأميركيون في بيروت من تجاهل للقوى السياسية المعارضة لحزب الله؟.
مهما يكن من أمر فقيادة الحزب ستدرس الطرح الأميركي بتأنٍّ تجنّباً لأي دعسة ناقصة، تجعلها تبدو بنظر حركة حماس كمن تخلّى عنها، وبنظر جمهورها وكأنها ضحّت بأبنائه قياساً على عدد الشهداء المرتفع نظراً لنوعية المواجهات العسكرية، وبممتلكاته من خلال الدمار والتهجير الذي لحق بها، مع الحفاظ على الثوابت المعلنة سابقاً.
وفي الحصيلة، لنجاح مهمة هوكشتاين لا يمكن تجاهل اللاعب الإسرائيلي المتمثّل اليوم بحكومة اليمين المتطرّف الذي بلغت علاقته مع الإدارة الأميركية هوّة غير مسبوقة رفض معها الرئيس جو بايدن الإجابة على اتصال تلقاه من نتنياهو وأطلق عليه نعوتاً تخرج عن اللياقة والدبلوماسية.

  • شارك الخبر