hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

نتنياهو يرد على بايدن بآراء الأميركيين

الخميس ٢٩ شباط ٢٠٢٤ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

متسلّحاً باستطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد التي شهدت تحركات داعمة للشعب الفلسطيني وقضيته وتسببت باستقالة رئيسة الجامعة لرفضها اعتبار هذا الدعم دعوة لإبادة اليهود، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن استطلاع الرأي يؤكد أن أربعة من كل خمسة أميركيين يؤيدون إسرائيل في حربها على غزة، وأضاف: نحتاج عاماً لتحقيق النصر الكامل على حركة حماس.
كلام "بيبي" حمل رسائل إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي رأى أن الدعم الدولي لإسرائيل بدأ يتآكل، مبشّراً، من طرف واحد، بقرب التوصّل إلى إتفاق جديد يرسي هدنة لأربعين يوماً في غزة، ويسهّل إطلاق الرهائن الأحياء لدى حركة حماس في مقابل الإفراج عن نحو ألفٍ من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
بايدن الذي كان يأكل المثلجات أمل في التوصّل إلى هذه الهدنة قبل يوم الإثنين المقبل، لكن ما يبرّد قلبه لا ينسحب على قيادات تل أبيب وحماس معاً، اللتين سارعتا إلى نفي الأمر مؤكدتين أن دون الاتفاق عقبات وثغرات كبيرة بحاجة للمعالجة، ما يعني ألّا إتفاق وشيكاً يسبق شهر رمضان إلّا إذا نجح الوسطاء بين باريس والدوحة وقطر في جسر الهوة التي تعيق إبرام الصفقة.
وعلى المقلب اللبناني يبدو حزب الله، الذي ربط ساحة الجنوب بساحة غزة، مطمئناً إلى سيل التطمينات الواردة من وراء المحيط الأطلسي، إلى قدرة واشنطن على لجم طموحات نتنياهو ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير والمالية بتسلائيل سموتريتش المتعطشين لتحقيق إنجاز على الجبهة الشمالية يؤمن عودة أكثر من مئة ألف مستوطن إلى منازلهم، وهو الأمر الذي يشكّل مصدر ضغط كبير على حكومة اليمين المتطرّف.
التطمينات الأميركية تترافق مع تأكيدات داخلية تُنسب إلى حزب الله، بأن جبهة الجنوب ستهدأ بمجرد أن تنعم غزة بالهدوء كما حصل إبّأن الهدنات السابقة، وهذا ما سيعمل عليه الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي أكد أنه لن يسمح بوقوع حرب على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية، طالباً مهلة شهرين أو ثلاثة للتوصل إلى إتفاق حتمي حول ترسيم الحدود البرية، وهو الجندي السابق في الجيش الإسرائيلي الذي خدم في برج الملوك جنوبي لبنان والقادر على تدوير الزوايا مع الجانب اللبناني.
الثقة بالنفس التي يتمتع بها هوكستين قد تصطدم بتعنّت "بيبي" وفريقه السياسي الذي يطلق التهديدات لحزب الله ولبنان معاً، فرئيس الحكومة الإسرائيلية يحتاج تقطيع الوقت لإبعاد شبح المحاسبة عنه وتأخير أي انتخابات يطالب بها خصومه الداخليون، كما أنه يراهن على تغيير جذري في الإدارة الأميركية الخريف المقبل، يعيد صديقه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ما يعني، في مخيّلة نتنياهو، إطلاق يده في التعاطي مع قطاع غزة والضفة الغربية وبناء المزيد من المستوطنات وإنتهاء حلم قيام دولة فلسطينية.
وبانتظار ما سترسو عليه مفاوضات الهدنة، تشهد الجبهة الجنوبية تصعيداً قد يكون الأخطر، ترافق هذا الأسبوع مع تطورين بارزين تمثلا بإسقاط حزب الله مسيّرة من طراز "زيك" تعتبر جوهرة السلاح المسيّر وفخر الصناعة الإسرائيلية، بصاروخ أرض-جو أقلق قيادات تل أبيب بكل مستوياتها، وردّ عليه الجيش الإسرائيلي بغارات في العمق اللبناني بلغت البقاع للمرة الأولى منذ عدوان تموز 2006، متخطيةً قواعد الإشتباك المعروفة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، وبإغتيال قيادي ميداني في حزب الله، ما هدد بانزلاق الأمور نحو حرب شاملة مدمرة يخشاها الطرفان المتصارعان.
وعلى أمل ألّا يقع تطوّر غير محسوب يشعل فتيلاً، لا يريده حزب الله، لكنه يتحسّب له ولا يخشاه، تبقى الأنظار مشدودة إلى ما ستعلنه حماس حيال بنود الاتفاق قيد الدرس، ليبني الحزب موقفه الميداني مع إبقاء الإصبع على الزناد بوجه عدو لا يمكن الوثوق به.

  • شارك الخبر