hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

نتنياهو في سباق محموم مع الوقت

الثلاثاء ١٩ آذار ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عجلة النهاية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدور بسرعة قياسية يحاول في موازاتها البقاء على قيد الحياة السياسية أكبر مدة زمنية ممكنة، تارة من خلال رفض مبادرة حماس الأخيرة ثم التراجع والإيعاز لوفد الموساد بالتوجه إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات، وتارة أخرى عبر الموافقة على خطة لاجتياح رفح آخر المدن التي لم تدمرها آلة الحرب الوحشية بعد، وهنا مربض الخيل ونقطة اللاعودة في العلاقة مع الإدارة الأميركية.
فالرئيس جو بايدن الذي نفد صبره من "بيبي" وإدارته للحرب على غزة من دون خطط واضحة وأهداف قابلة للتنفيذ، بدأ يفكّر جدياً بكبح جنون نتنياهو ووزيريه الأكثر تطرفاً بتسلائيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
ما كان يقال خلف جدران البيت الأبيض في السر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدأ يخرج إلى العلن مع كلمات نابية بحقّه، تخرج عن المألوف في التعاطي السياسي والدبلوماسي بين الخصوم والأعداء، فكيف إن خرجت بحق الأكثر التصاقاً من الحلفاء؟!
تعاطي الإدارة الأميركية مع نتنياهو بدأ يختلف بشكل ملحوظ من ندرة التواصل الهاتفي، إلى استقبال الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس الخصم السياسي الأقوى لرئيس الحكومة في الوقت الراهن، والذي سافر إلى واشنطن من دون استئذان رئيسه ما أثار غضبه فقال: "لإسرائيل رئيس حكومة واحد هو أنا".
إطلاق النار الأميركي على نتنياهو لم يقتصر على البيت الابيض، إذ بلغ زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومير اليهودي والمدافع الشرس عن إسرائيل، فاعتبر أن نتنياهو قد ضلّ طريقه وبات يشكل عقبة أمام إحلال السلام في المنطقة، وطالب بعملية تقييم لما يحصل بعد خمسة أشهر على بدء الحرب، ورأى أن انتخابات جديدة هي السبيل الوحيد للسماح بعملية صنع قرار صحي ومفتوح بشأن مستقبل إسرائيل، محذراً من خطورة أن تصبح دولة منبوذة لأن الدعم العالمي لها وصل إلى أدنى مستوياته تاريخياً.
كلمة شومير أمام مجلس الشيوخ انتقدت رفض الحكومة الإسرائيلية لحلّ الدولتين واعتبرته خطأ فادحاً، وكانت كافية لإحداث هزة في تل ابيب إن لم يكن زلزالاً. تصريحات زعيم الغالبية نالت استحسان الرئيس جو بايدن الذي وصف الخطاب بالجيّد، ومعلوم أنّ أي انتخابات مقبلة ستحمل بيني غانتس إلى سدة السلطة، وتودي بنتنياهو إلى السجن كما أنّ تعنّت الحكومة الإسرائيلية دفع بالعديد من النواب الاميركيين إلى المطالبة بوقف تسليح الجيش الإسرائيلي بسبب منع وصول المساعدات الإغاثية إلى غزة.
ومع اتساع الهوة بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية، اعتبر سفير تل أبيب السابق لدى واشنطن إيتمار رابينوفيتش أن هناك "أزمة خطيرة بين الولات المتحدة وإسرائيل" وبحسب وول ستريت جورنال فإن هذا "التوتر غير المسبوق يطرح تكهنات بإمكانية الإطاحة بنتنياهو".
هذه الطروحات ترافقت مع توقعات صادرة عن البيت الابيض بقرب خروج الإسرائيليين إلى الشارع للمطالبة برحيل نتنياهو، وقد وقعت صدامات بين ذوي الرهائن لدى حماس والشرطة الإسرائيلية، وهو امر قابل للتكرار وللتوسّع في أية لحظة تقرر فيها إدارة بايدن التخلّص من الحكومة الاكثر تطرفاً في إسرائيل، وقد بدأت إشارات التمرّد على نتنياهو بالظهور، وكان آخرها من جانب وزير دفاعه يوآف غالانت الذي ترأس اجتماعاً بديلاً لبحث صفقة تبادل الأسرى مع حماس ضم قيادات من الجيش وجهازي الشباك والموساد بعدما رفض "بيبي" الدعوة لاجتماع المجلس الوزاري المصغّر.
لكنّ الشقاق الداخلي والتحذيرات الأميركية والدولية لم تلجم نتنياهو الذي أعلن أن جيشه يقوم بعمليات في رفح وسيجلي الفلسطينيين منها، فهل تقلب واشنطن الطاولة عليه قبل أن يقلبها الناخبون الاميركيون على المرشح الديمقراطي، فيعود الجمهوري دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي ويتنفس "بيبي" الصعداء؟

  • شارك الخبر