hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

مخاطر الحرب الشاملة تتسع.. وإسرائيل تستعد لها

السبت ٢ آذار ٢٠٢٤ - 00:37

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل أن ينتهي الرئيس الأميركي جو بايدن من تناول مثلجاته، وهي التحلية المفضلة لديه، تراجع عن موعد الاتفاق على هدنة جديدة في غزة، وطويت صفحة الإثنين المقبل التي انتظرها الغزيون لينعموا ببعض الهدوء والسلام وإن كان محدوداً زمنياً ومشروطاً إسرائيلياً بتبادل الرهائن لدى حركة حماس بعدد من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

الغزّيون الذي بات أطفالهم يموتون جوعاً، فتكت بهم آلة القتل الصهيونية عندما فتحت نيرانها بوجههم وهم يحاولون الحصول على مساعدات غذائية.

ليس تأخّر الوصول إلى إتفاق في غزة ينسحب هدوءاً على الجبهة الجنوبية، هو ما يقلق الداخل اللبناني راهناً، بل ما خرج في تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية نقلاً عن مسؤولين في البيت الأبيض عبّروا عن قلق الإدارة الأميركية من توغل إسرائيلي في جنوبي لبنان نهاية الربيع، ترافق مع كلام لرئيس الأركان هيرتسي هاليفي حول ما أسماها عملية "جز العشب" في الجنوب وضرب البنية التحتية لحزب الله، كي يتمكن المستوطنون من العودة إلى منازلهم، وهم يشكلون ضغطاً كبيراً على حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب.

لم تكن حكومة تصريف الأعمال تتوقع هذا التسريب عندما كان رئيسها نجيب ميقاتي يبني على ما بات يعرف باسم "إتفاق رمضان" الذي بشّر به الرئيس الأميركي جو بايدن في خلال وقفة مثلجات، وذهب ميقاتي بعيداً بتوقع زيارة وشيكة يقوم بها آموس هوكستين لبيروت في سياق وساطة التبريد التي يتولاها.

لكن ما سُرب من احتمال الغزو الإسرائيلي البري للجنوب أعاد خلط الأوراق وظهّر أزمة بنيامين نتنياهو مع آخر الجبهات في غزة وهي رفح، فهو غير قادر على التضحية باتفاقية كامب دايفيد مع مصر وتوتير الوضع العسكري على الحدود معها، ولا قادر على تقديم خطة إجتياح المنطقة من دون سفك الكثير من الدماء الفلسطينية كما تطالبه واشنطن، فنراه يحوّل وجهة عسكره نحو الشمال من خلال سحب لواء المظليين من غزة، وبثّ مشاهد لأرتال من الدبابات على الحدود مع لبنان.

التسريب الأميركي والحدود الإسرائيلية قابلتها مصادر حزب الله بتحويل أرض الجنوب "مقبرة لجنود العدو" متوعّدة بمفاجآت لن يتوقعها نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس أركانه هاليفي.

بعض المراقبين وجد في التحذير الأميركي والتهديد الإسرائيلي محاولة لرفع سقف المفاوضات التي يتولاها هوكستين على خط بيروت-تل أبيب، لانتزاع تنازلات من جانب حزب الله، الذي ترتفع أصوات لبنانية رافضة لتوريطه لبنان بحرب لا ناقة له بها ولا جمل، فيجد نفسه بين شركاء يصرخون بوجهه "كفى تلاعباً بمصير شعب بأكمله خدمة لأجندات خارجية"، وبين إحتمال تدمير لبنان كما غزة، ولأن إيران ترفض توسيع جبهات الحرب أكثر، ولا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة، قد يُضطر الحزب للتراجع قليلاً والتنازل ضمن حدود ضيقة.

أما ما هي السيناريوهات المحتملة؟ فيقول خبير عسكري لـ "ليبانون فايلز": "إن الجيش الإسرائيلي قد حشد قوات هجومية على الحدود اللبنانية من دبابات ومدفعية ووحدات خاصة، مع الإبقاء على توجيه ضربات موجعة في غزة، وفي الوقت عينه عمّق ضرباته داخل لبنان وصولاً إلى صيدا وبعلبك والهرمل مستهدفاً البنى التحتية العسكرية لحزب الله". ويتوقع الخبير "حصول ضربات إسرائيلية بعيدة جداً عن الحدود كالضاحية الجنوبية ما قد يدفع حزب الله للانزلاق إلى حرب شاملة لا زال يتجنبها حتى اللحظة"، معتبراً "أن الحرب الشاملة تصب في مصلحة نتنياهو الذي يتمتع بدعم الشارع الإسرائيلي، لاستكمال القضاء على حماس وتوجيه ضربة مؤلمة لحزب الله، تبعده عن الحدود الشمالية وتعطل قواه لسنوات كثيرة مقبلة"، ويرى الخبير أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يقيم وزناً لموقف الرئيس الأميركي ولا للرأي العام العالمي المعارض لاستمرار الحرب، والمؤيد لقيام دولة فلسطينية لذا فإن احتمال غزو لبنان قائم ولكن ليس في الأيام القليلة المقبلة التي يستمر العمل في خلالها على إرساء هدنة في غزة تتزامن مع بداية شهر رمضان".

باختصار، مأزق نتنياهو الداخلي قد يدفعه لاتخاذ قرار الحرب مع حزب الله، متجاهلاً مساعي بايدن لتحقيق أي إنجاز يعيد تعويمه في الشارع الأميركي في عام انتخابي قاسٍ.

  • شارك الخبر