hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

لبنان في عين المصالحة الخليجية: مواجهة مفتوحة مع ايران؟

الأربعاء ٦ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:10

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على المحور الاقليمي حجز لبنان مركزه وتموضع في الخطوط الامامية للمحور الايراني المشرقي بوجه المحور الخليجي الذي بات اليوم بعد قمة "العلا" صفا واحدا بوجه التمدد "الفارسي" وتهديده لأمن الخليج العربي وفق ما تؤكد غالبية تلك الدول وعلى رأسها السعودية.

استفاد لبنان من الانقسام الخليجي بطريقة أو بأخرى، فاللاعب القطري تغلغل على الساحة الداخلية عبر مجموعة عوامل ساهمت بطريقة غير مباشرة على رفد المحور الايراني بالمال وتسهيل مهمته في لبنان مع العامل التركي، من خلال التصويب المباشر على حلفاء المملكة العربية السعودية والامارات، فترجمة المنافسة بمشاريع دعمها كل طرف في مختلف المناطق اللبنانية، فحيث كان التركي موجودا تدخل الاماراتي عله يجد موطئ قدم لتنفيذ مشاريع يمكن أن تساهم بخلق بيئة غير معادية بالحد الأدنى لدول الخليج وتخفف من وطأة التقدم التركي القطري.

في الامن والسياسة دخل الصراع بين المحورين، وكانت ايران المستفيد الاكبر من التشظي الخليجي. تموضع  حزب الله بعيدا عن دائرة الاستهداف السعودي في سنوات القطيعة مع قطر وعمل على تعزيز نفوذه في حكومات الحريري المتعاقبة أو تلك التي كان وصيا عليها، وفي السنوات الاخيرة وبعد أزمة الحريري مع المملكة فتح الحزب خطوطه على مصراعيها وتمددت شبكته العنكبوتية أكثر داخل مؤسسات الدولة وفي المناطق التي كانت من قبل محرمة عليه، فتمكن من ملء الفراغ الخليجي عبر مشاريع مالية تم تمويلها من الدولار المهرب وأدخل شركاء من طوائف أُخرى وأطراف سياسية ساعدته على التغلغل في النظام المالي، ويحاول اليوم قطع رأس النظام المصرفي.

توحيد الجهود الخليجية على الساحة اللبنانية لن ينتظر طويلا، اذ تشير المعلومات الى أن قطر ستلتزم بالمواقف الخليجية بكل ما يخص المنطقة وعلى رأسها الموقف من ايران وأجنحتها في العالم العربي، من حزب الله الى حركة حماس فالحوثيين في اليمن. ويعمل الجانب الاماراتي على هذا الملف ليتم التوافق على ضرورة وقف كل انواع التأييد للحزب أو تنظيم أي لقاء مع كوادره السياسية والالتزام بكل التوصيات الخليجية الصارمة تجاه ايران وتركيا ودورهما في المنطقة وتحديدا في لبنان.

ولا تستبعد مصادر دبلوماسية عربية عودة خلط الاوراق على الساحة الداخلية، متحدثة عن اصطفافات جديدة بين الاطراف وترتيبات اضافية للتصويب أكثر على حزب الله، وقد ينحو التوافق الثلاثي السعودي القطري الاماراتي نحو المزيد من الشرخ الداخلي اللبناني حيث يسعى هذا المحور الى عزل حزب الله عن الاطراف الاخرى من خلال التواصل مع الاطراف الداعمة له، وقد تساهم عودة سورية الى الجامعة العربية بوساطة روسية مصرية اماراتية على تسهيل الهدف الخليجي في لبنان الذي يعد الاولوية اليوم بالنسبة للاسرائيلي والاميركي لوجود حزب الله قوة على الساحة الجنوبية تهدد امن تل أبيب وُجب التخلص منها.

ومع اطلالة ال 2021 ترقب وانتظار لعودة الدبلوماسية السعودية والاماراتية الى لبنان، وسط حديث عن سياسة جديدة قد تسير بها المملكة بكل ما يتصل بالملف اللبناني وستكون حازمة مع الاطراف الذين على صلة بالحزب، ما قد يؤثر على الملف الحكومي الذي أعطي هامشا طويلا من التفاوض تحت سقف المبادرة الفرنسية. وهنا يكمن الحديث عن نمط جديد قد نشهده اليوم في طريقة التعاطي مع هذا الملف في حال دخل العامل الخليجي مباشرة على خط بيت الوسط وفرض معاييره الخاصة خصوصا في المرحلة الانتقالية التي ينتظرها الجميع على ابواب ادارة البيت الابيض.

يذهب البعض في تحليله للموقف الخليجي تجاه لبنان نحو المزيد من التشاؤم ويرسم صورة المواجهة المباشرة من خلال "عسكرة" الساحة الداخلية، بعد استنزاف كل وسائل تطويق حزب الله، واعادة سيناريو الحروب الاهلية، وهذا الامر ظهر جليا في الاحتقان بين شارعين: الاول امام نهر الكلب حيث شهدنا على احراق صورة قاسم سليماني عبر مجموعة من المتظاهرين والثاني جاء ردا على الخطوة الاولى على خط تماس الشياح عين الرمانة مع مبادرة مناصري حزب الله الى احراق صورة الرئيس الجد بيار الجميل وابنه وحفيده الراحل بيار.

عودة المياه الخليجية الى مجاريها قد تُعوم الداخل الغارق بالملفات المتأزمة، واستثنائية القمة الخليجية في "العلا"، تأتي بالدرجة الاولى من خلال الظروف التي انعقدت في خلالها مع الغليان الذي تشهده المنطقة والارتفاع لمنسوب القلق من حرب محتملة ضد ايران، وبالدرجة الثانية بالانفتاح الاسرائيلي على دول الخليج وانعكاس ذلك على خارطة الطريق في المنطقة، وبالدرجة الثالثة تهيئة الظروف لمبادرة جديدة قد يتم اطلاقها في القمة العربية المقبلة قد تكون الاسفين الذي يدق في نعش مبادرة بيروت التي خرجت بها القمة العربية في بيروت عام 2000، حيث تحول العداء نحو ايران واجنحتها وبات الكلام عن سلام مع اسرائيل أولوية ليكون مقدمة لانهاء الدور "الفارسي" في المنطقة.

 

  • شارك الخبر