hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

كارثة: الدفاع المدني لن يتمكن من اطفاء الحرائق بعد هذا التاريخ

الإثنين ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 00:15

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

طغى الهم المعيشي على ما عداه من هموم على المستوى الوطني وانشغل المواطن بكيفية تأمين لقمة عيشه وترك كل القضايا الاخرى جانبا، لاسيما تلك التي تتصل بالتنمية المستدامة أو من يعتبر الحفاظ عليها ثروة وطنية كبيرة. وفي هذا الاطار تأتي أهمية الحفاظ على الغابات اللبنانية التي تتعرض لعمليات حرق وتخريب ممنهجة تارة بالحرائق المفتعلة وطورا بتقطيع الاشجار المعمرة في المناطق الجردية من دون أن تعمل الدولة على فتح تحقيق جدي في هذا الملف أو السعي الى منع تكرار السيناريوهات المختلفة لهذه الحرائق، لاسيما وأن التحذيرات من تحول لبنان الى بلد صحراوي باتت واقعا في ظل التغير الكبير الذي طرأ على مناخه مع تقلص المساحة الخضراء.

ليبانون فايلز سأل مدير عام ​​الدفاع المدني​​ العميد ​ريمون خطار عن الحرائق التي اندلعت هذه السنة ومقارنتها بارقام السنوات الماضية، فأشار الى أن احصاءات العام ٢٠١٨ تبين أن حرائق الغابات بلغت ٤٦٨ وحرائق الأشجار المثمرة والمزروعات وصلت الى ١١١٣

فيما حرائق الأعشاب بلغت ٧٤١٩ لنصل الى مجموع   ٩٠٠٠ حريق

اما احصاءات العام ٢٠١٩ فكانت وفق التالي:

حرائق الغابات ٤٣٨

حرائق الأشجار المثمرة والمزروعات ١٣١٤

حرائق الأعشاب ١٠٣٩٧

ليبلغ المجموع ١٢١٤٩

اما هذه السنة فبينت الاحصاءات لغاية شهر حزيران ضمناً التالي:

حرائق الغابات ١٠٣

حرائق الأشجار المثمرة والمزروعات ٢٩٤

حرائق الأعشاب ٢٨٥٢

المجموع ٣٢٤٩ (دون احتساب اشهر تموز واب وايلول وتشرين الاول)

واذ يحيلنا العميد خطار الى وزارة الزراعة لمعرفة نسبة المساحات الخضراء في لبنان وإجراء الدراسات حول مدى تقلصها بفعل الحرائق او لأسباب اخرى، يؤكد ردا على سؤال لليبانون فايلز أن ابرز الصعوبات التي تعترض عناصر الدفاع المدني يعود سببها الى ان الآليات باتت قديمة العهد وتحتاج الى صيانة دورية وهذا ما بات أمرا صعبا للغاية لعدم توفر الاعتمادات المالية لهذا الامر. محذرا من مشكلة كبرى نحن قاب قوسين منها او ادنى وهي عدم توفر المحروقات لاليات الدفاع المدني والكمية المتبقية لدى الجهاز تكفي لنهاية هذا الشهر.

ولم يعد خافيا على احد وفق خطار ان غالبية عناصر الدفاع المدني هم من المتطوعين الذين لا زالوا ينتظرون البت بشكل نهائي بمشروع تثبيتهم وهو ما لم نتمكن من تنفيذه لغاية الساعة لعدم رصد المبلغ الكافي لتثبيت من توفرت لديهم الشروط المطلوبة للتأهل الى مباراة الدخول في الملاك الاداري العام.

في المقابل يشرح الخبير في الحرائق الحرجية الدكتور جورج متري في حديث لليبانون فايلز واقع الغابات في لبنان في ضوء التطورات الحاصلة لجهة الحرائق التي تسارعت وتيرتها في السنوات الاخيرة وانعكاسها على المساحة الخضراء.

يوضح متري أن نسبة الغابات الكثيفة في لبنان تبلغ حوالى ال 13% وعلميا نتحدث هنا عن الغطاء التاجي في حين تبلغ الغابات الاقل كثافة ال 11% لنصل في عملية الدمج بين النوعين الى 24% من حجم الغابات التي تغطي مساحة لبنان.

وعليه يؤكد متري أن المساحة الخضراء تتقلص بشكل دائم لاسباب عدة منها ما يتعلق بالتمدد العمراني غير المنظم وبعضها نتيجة القطع الجائر والمقصود للاشجار في المناطق أو لاسباب تتعلق بالمرامل والكسارات كما لشق الطرقات داخل الغابات ما ينعكس سلبا عليها.

أما الخطر الابرز فيأتي من الحرائق التي ساعدت التغيرات المناخية والبيئية كما الاجتماعية والاقتصادية على تمددها في السنوات الاخيرة.

فعلى المستوى البيئي يبرز خطر الحرائق يقول متري، بفعل ما يسمى ب "التطرفات المناخية" كالذي نشهده اليوم حيث يمتد موسم الجفاف حوالى الستة اشهر وبالتالي يساعد هذا الامر على اندلاع الحرائق وبشكل سريع، وما يعزز هذا الاحتمال نسبة الرطوبة المتدنية والحرارة المرتفعة وسرعة الهواء، كلها عوامل اساسية لتنشيط الحرائق.

أما على المستوى الاجتماعي الاقتصادي فيرى متري أن الامر يتعلق باهمال الغابات لناحية التوقف عن تشحيل الاشجار وصيانتها ما يسبب بتراكم الغطاء النباتي الذي يساعد على تمدد الحريق ويصعب مهمة رجال الاطفاء وهذا الامر لم يكن موجودا في الماضي حيث العناية كانت أكبر من قبل اللبناني.

يبدي متري مخاوفه من تداعيات الحرائق في الجرود وتحديدا تلك التي تستهدف الغابات النادرة من الارز واللزاب والشوح، وهي غابات تعتبر من الناحية العلمية غير متأقلمة مع الحريق لأنها لا تتجدد من تلقاء نفسها كما أشجار الصنوبر والسنديان وهي نادرة في لبنان وتتواجد في مناطق محددة.

يبدي متري أسفه لناحية تعامل السلطات المعنية مع الحرائق اذ نعتمد سياسة ردة الفعل، حيث ننتظر أن يندلع حريق لنبادر الى اخماده في حين أن الاساس يكمن في التدابير الوقائية الواجب اتخاذها لمنع نشوبه، ويشير في السياق الى الرقم المرتفع للحرائق التي شهدناها على مدى يومين "150 حريقا" مع شبه غياب للمعدات والاعتماد على وسائل بدائية لاطفائها.

ويذكر متري بالنظام المعتمد اليوم للإنذار من خطر أي حريق محتمل عبر زيارة الموقع الالكتروني FireLab حيث يتواجد فيه القضاء، البلدية والمنطقة المحدّدة، لمعرفة النتائج التي تتجدّد يومياً، مما يجعله في متناول الجميع وعلى نطاق واسع وفي شكل يسمح للمستخدمين عرض المعلومات بسهولة، ويعطي مؤشرا دقيقا جدا لخطر اندلاع الحريق ويأخذ بعين الاعتبار العامل الجوي والمناخي وخصائص الغطاء النباتي ويقوم بتحديث نفسه كل يوم ويعطي لكل بلدية مؤشرا في حال كان هناك حريق يتهدد البلدة للتحضير لمواجهته.

  • شارك الخبر