hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

في غياب الدولة المنهارة... هذا ما تفعله الأحزاب

الثلاثاء ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٠ - 00:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

طار تأليف الحكومة أو تم تَرحِيلُهُ الى ما بعد الأعياد، فيما حرب البيانات والمصادر على حالها في تبادل الاتهام، والأداء السياسي على حاله من التأزّم، بينما تسير البلاد نحو الانهيار الشامل للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، من دون ان تُقدّم الدولة حلولاً لأزمات الناس الحياتية، حيث الأنظار شاخصة الى ما بعد الأعياد، وما سيحصل بعد رفع الدعم ومباشرة ترشيد الانفاق على الغذاء والدواء.

وسط شلل الدولة وعجزها عن استنباط الحلول ومَدّ الناس بجرعات دعم، برز دور الهيئات والمنظمات الإنسانية الى جانبِ دورٍ كبيرٍ للأحزاب، حيث تم رصد حركة حزبية في مناطق معينة مؤخراً تسعى لتوفير منظومة أمان اجتماعية واقتصادية تكفل صمود الناس.

من منطلق تحسسها بظروف الناس الصعبة، بادرت الأحزاب الى سلسلة اجراءات تشبه تطبيقات اللامركزية الادارية، في التعاطي مع الأزمة لتوفير المقومات الحياتية الضرورية، من مواد استهلاكية ودواء بأسعار معقولة، حتى ان تغطية مكاتب الأحزاب شملت المحروقات لفصل الشتاء، وفحوص ال PCR ايضاً.

اذا كان حزب الله مُتحسّبٌ منذ أشهر لتفاقم الأوضاع، وجَهّزَ نفسهُ جيداً لحالات صحية واجتماعية صعبة، فإن الأحزاب الأخرى التي كانت غارقة في السجالات السياسية وتحصيل حصصٍ انتخابية في شارعها، كانت غير جاهزة للمهمة، وقد نزلت جريمة انفجار المرفأ كالصاعقة فوق رؤوس الناس والأحزاب المسيحية، التي دخلت على خط الانقاذ لجماعاتها ومحازبيها المتضررين من انفجار ٤ اب.

دخلت الأحزاب المسيحية على خط الأزمة، على الرغم من طاقتها المحدودة وغياب الامكانات اللوجستية التي كانت لديها في مراحل الحرب اللبنانية، لسد فراغ الدولة المنهارة وتوفير الدعم في البيئة المسيحية، التي تشظّتْ من جراء الإنفجار، وكانت أكثر من تأذى من جائحتي الاقتصاد وكورونا.

منذ بداية جائحة كورونا، تسابقت القوى السياسية لتقديم خدمات في مناطق تواجدها، يُفتَرَض ان تكون من جهد الدولة، من خلال تهيئة الطواقم الطبية وإطلاق حملات التعقيم وتجهيز مراكز حجر صحي، لتنتقل بعد ذلك الى مساعدات عينية من خلال إطلاق مِنَصّاتٍ إلكترونية لمساعدة الطلاب في التعلم عن بُعْدٍ، وتأمين مواد غذائية.

تَحرّك القوى السياسية يخدم البيئة الطائفية التابعة لها، لكنه من دون شك يعزز نفوذها السياسي والطائفي، وهو من علامات تفكّك الدولة والفيدرالية المقنعة، التي بدأت تتسلل الى الحياة السياسية.

  • شارك الخبر