hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

سقوف التفاوض رُفعت على جانبي الحدود بانتظار التنازلات وإرساء التهدئة

الخميس ٧ آذار ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل أن يحمل الرئيس نبيه بري، المفاوض باسم حزب الله مع كل الأطراف الغربية التي تزور لبنان سعياً لإرساء تهدئة على جبهة الجنوب، ردّ الحزب وقيادته على طروحات المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، كان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يستبق أي ردّ رسمي ويؤكد أن الحزب غير معنيٍّ بأي ورقة أو طروحات ويحسم لناحية ربط التهدئة في الجنوب بهدنة غزة، وهي هدنة متعثرة بحاجة لمزيد من المفاوضات الشاقة وبتقديم تنازلات متبادلة من جانب إسرائيل وحركة حماس لإرساء "اتفاق رمضان" قبل حلول الشهر الفضيل، وعامل الوقت هنا ضاغط بقوة، فما يجري في الضفة الغربية والقدس من اعتداءات يومية على الفلسطينيين من قبل المستوطنين، ينذر بجبهة أخرى لا تقل خطراً عن جبهة غزة، لا سيما إذا حاول المستوطنون اليهود منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان ما سيفجّر الوضع بشكل أوسع، وهو ما يخشاه بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى التأكيد على ضمان حرية الصلاة للجميع في رمضان، لكن الوزير المتفلّت من كل عقال إيتمار بن غفير ومعه وزيرا المالية والثقافة لا يشاطران "بيبي" هذا الموقف، وقد بلغ وزير الثقافة حدّ المطالبة بشطب شهر رمضان.
هذه الضغوط، معطوفة على إصرار الرئيس جو بايدن على هدنة وتبادل أسرى، تجعل هوكستين أكثر ثقة بقرب إرسائها، ليستفيد من هدوء جبهة الجنوب، على الرغم من إعلانه بالفم الملآن ومن عين التينة بالتحديد، أن التهدئة في القطاع ليس بالضرورة أن تنسحب على الجنوب اللبناني.
ويبدو ان الثقة كالفيروس تنتقل بين الأشخاص، فإن الرئيس نجيب ميقاتي كان واثقاً من هدنة آتية في رمضان سيستفيد منها لبنان ليكون الشهر الفضيل شهر التفاوض على الجبهة اللبنانية، بدءاً من وقف التصعيد مروراً بتطبيق القرار 1701 وانتهاء بتثبيت الحدود في النقاط المتنازع عليها.
ولأن هوكستين يعرف "البير اللبناني وغطاه" على المستوى الاقتصادي ويعي جيداً نقطة الضعف المركزية لدى القادة اللبنانيين، حمل من ضمن طروحاته إعادة إعمار ما تهدم في الجنوب، وهو ضخم حتى الساعة وتعجز عنه الحكومة اللبنانية فيما يطالبها مقربون من الحزب بتحمّل مسؤولياتها تجاه النازحين من قرى الشريط الحدودي راهناً، وتجاه إعادة الإعمار.
ليس هذا فقط ما في جعبة المبعوث الأميركي، فتسهيل التنقيب عن الغاز عاد ليطلّ من بوابة التهدئة جنوباً، ما يشكل عاملي ضغط وجذب داخليين في آن معاً.
هوكستين الذي يجري مفاوضات في تل أبيب، سمع ممن التقاهم لا سيما الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس أن بلاده لا تريد الحرب على الجبهة الشمالية وتفضل الخيار الدبلوماسي لبلوغ التهدئة وعودة المستوطنين إلى بيوتهم، لكنّ وزير الدفاع يوآف غالانت حاول الاستفادة من ضربات حزب الله غير المسبوقة على الشمال الإسرائيلي، ليجدد التهديد بقرب فتح الجبهة بشكل كامل.
وبالتوازي، كان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد يقول "إننا لم نفتح بعد مخازن أسلحة الحرب المفتوحة والعدو يعرف ذلك".
وعلى وقع التصعيدين الكلامي والعسكري من الطرفين، يواصل هوكستين، الدائم الابتسام، مساعيه بين لبنان وإسرائيل، وقد أبقى أحد مساعديه في بيروت للتواصل مع المعنيين ونقل أي مستجد يطرأ في تل أبيب، قبل عودته التي يأمل في أن تُكلل بالنجاح المتأتي من نجاح مفاوضات القاهرة.
إذاً، سقف التفاوض رُفع عسكرياً على جانبي الحدود لتأمين تنازلات مقبولة يمكن صرفها حياتياً لأبناء الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي ووضعها لاحقاً في خانة الانتصارات.
ويبقى أن ننتظر لون الدخان الذي سيتصاعد من القاهرة وفي ضوئه يتبيّن لون الدخان المتوقّع من مساعي المبعوث الرئاسي الأميركي علّه يكون أبيض فيوقف دوامة الاستنزاف والخسائر البشرية والمالية الضخمة التي يدفعها أبناء القرى الجنوبية على الدوام.

  • شارك الخبر