hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

رصيف أميركي في غزة، لا... ليس قاعدة عسكرية

السبت ٩ آذار ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

استغل الرئيس الأميركي والمرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن خطابه الأخير إلى الاتحاد من مبنى الكونغرس، ليخاطب الاميركيين ويستقطب المترددين ويخطب ودّ من هم من أصول عربية عبّروا عن رفضهم لتماهيه مع الحكومة الإسرائيلية في حربها ضد فلسطينيي غزة، فأطلق وعوداً كثيرة في مقابل ما يطلقه كل يوم خصمه الجمهوري دونالد ترامب.

كل ما يقوله ترامب حرص بايدن على التزام ما يناقضه من برنامج الهجرة والحدود والناتو وأوكرانيا... وتطول لائحة الاهتمامات والمصالح  الأميركية حول العالم.

لكن ما بدا لافتاً الأوامر التي أصدرها بإنشاء رصيف على شاطىء غزة يخصص لنقل مساعدات الإغاثة للفلسطينيين المحاصرين من الجيش الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب على القطاع.

هذه المساعدات لا تعني أن موقف بايدن من الحرب ضد حماس حتى إنهائها قد تغيّر، وأن المساعدات العسكرية لإسرائيل قد توقفت، وجديده ما كشفته صحيفة واشنطن بوست عن تنفيذ مئة صفقة سلاح أميركية سريّة لصالح الجيش الإسرائيلي منذ السابع من اكتوبر الماضي، كما أنها لا تعني محبة مستجدة للفلسطينيين الذين يتفرّج العالم عليهم يحصون شهداءهم كل يوم، ولا يحرّك ساكناً لوقف الحرب وفرض الهدنة.

كلام بايدن لا يمكن تفسيره على أنه إنشاء قاعدة عسكرية أميركية جديدة على أرض فلسطينية يعادي أصحابها سياسات الولايات المتحدة، ولا في دولة هي حليف استراتيجي للولايات المتحدة، وليست قاعدة بوجه القاعدة الروسية في طرطوس، إذ لدى الجيش الاميركي قاعدة في لبنان وقواعد كثيرة في المنطقة، بل قصد بايدن تذكير بنيامين نتنياهو بحلّ الدولتين الذي تطالب به الإدارة الأميركية الديمقراطية لوضع حد نهائي للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي وتعبيد الطريق أمام موجة التطبيع العربي مع الدولة العبرية، التي أصيبت برصاصة في مقتل، جمّدت التطبيع بين تل أبيب والرياض ووترت، وإن في الظاهر، علاقات إسرائيل مع عدد من الدول العربية المطبّعة أصلاً.

كلام الرئيس الأميركي عن الرصيف المؤقت على شاطئ غزة لا صلة له بالثروات الغازية والنفطية في البحر الفلسطيني، لأن حليفها الأول في المنطقة، أي إسرائيل، هو من يعمل على سلبه واستثماره لمصلحته وحرمان الفلسطينيين من عاداته.

وإذا كان موقف الرئيس الأميركي لا يعني تغييراً أميركياً جوهرياً  تجاه القضية الفلسطينية أو ضغطاً على حكومة اليمين الأكثر تطرفاً في تاريخ الدولة اليهودية، فإنه كلام في السياسية يسعى من خلاله المرشح الرئاسي الذي خسر الكثير من الدعم الشعبي بسبب موقفه المؤيّد لإسرائيل، إلى طمأنة الجاليات من أصول عربية لا سيما بعد زيارة ميشيغن وما أظهرت من أعداد مؤثرة من الذين أعلنوا أنهم لم يحددوا موقفهم الانتخابي بعد، وأي مقاطعة من جانبهم يوم الانتخاب سيكون تأثيرها مهماً على النتائج، خاصة أن عدداً قليلاً من الولايات المتأرجحة وآلاف الأصوات فقط من سيحسم النتائج ويحدد من سيدير المكتب البيضاوي في البيت الابيض في السنوات الاربع المقبلة.

أراد بايدن أن يقول لهؤلاء المؤثرين إنه لن يترك فلسطينيي غزة يموتون جوعاً، علّه يتمكن من تخفيف غضبهم واستمالتهم.

خطاب بايدن أُريد منه أن يبدد الشكوك حول سنه المتقدمة، فكان تنافسياً عدائياً بوجه خصمه الأقوى ترامب بحسب استطلاعات الرأي.

هامش المناورة لدى بايدن ضيق جداً فهو لا يستطيع انتقاد إسرائيل إلّا ضمن هوامش محدودة، إذ لم يشر إلى وقف تسليح تل أبيب ولا إلى وقف إطلاق النار فركّز على العامل الإنساني لاستقطاب الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي المتعاطف مع القضية الفلسطينية، ولكن هل ما قدمه كافٍ؟

وحدها الأشهر الفاصلة عن يوم الانتخاب ستظهّر ذلك.

  • شارك الخبر