hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

بين قاسم وصفي الدين: مَن ينتصر خطّه في حزب الله؟

الجمعة ٨ آذار ٢٠٢٤ - 00:21

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل السابع من اوكتوبر، كان حزب الله أكثر انشغالا بملفاته الداخلية المرتبطة بعلاقة القيادة الحزبية مع البيئة الشعبية في المناطق التي يتواجد فيها، وكانت الاصوات الاعتراضية على تصرفات بعض القيادات قد خرجت لاسيما بعد احداث السابع عشر من تشرين عام 2019 لجهة الاستعراضات التي تواكب عائلات تلك القيادات والبذخ الظاهر على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت كانت القاعدة الشعبية تُعاني من الازمات الحياتية اليومية.

ويُشكل العامل المالي السبب الرئيسي في زيادة النقمة الداخلية في ضوء تقارير تؤكد أن عددا من المسؤولين استفاد من الطفرة التي عاشها الحزب بعد العام 2006 وعلى وجه الخصوص بعد الحرب السورية وما تبعها من تسويات مع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل سهّلت على القيادات عقد الصفقات والامساك أكثر بمفاصل الادارات الرسمية والتحكم بالقوانين الضريبية ما جعل من منطقة الضاحية الجنوبية مستودعا كبيرا للبضائع المهربة الموزعة على أبناء قيادات الصف الاول في الحزب.

يتحدث بعض الناقمين من الحزب عن أبناء قيادات الصف الاول والذين باتوا رجال اعمال يعقدون الصفقات في الخارج ولديهم قدرة مالية كبيرة، استفادوا من غطاء حزب الله الذي يحتاج الى مثل هؤلاء الشبان البعيدين عن الاعلام وغير المعروفين لعقد صفقات والحصول على ايرادات كبيرة يُدفع الجزء الاكبر منها لمالية الحزب، فيما يعود الجزء المتبقي لجيوب هؤلاء.

واستفاد هؤلاء ايضا من الحضور القوي لحزب الله داخل الوزارات عبر وجوه بانت في الظاهر على أنها تكنوقراط أو صديقة للحزب، فيما تعود الكلمة الفصل داخل الوزارة للمستشارين المعيّنين من قبل القيادة وهم أصحاب صلاحيات كبيرة يتحكمون بكل الدوائر داخل الوزارات التي يتحكم بها الحزب وقد استفادوا ايضا من الاموال الفريش الآتية من الصناديق المانحة والمنظمات غير الحكومية، على عكس ما يُشيع الحزب لناحية عدائه لتلك المنظمات والصناديق.

وبعيدا عن الهالة التي رسمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في وجدان البيئة الشيعية، هناك من يتحدث عن خطين متناقضين داخل الحزب، الاول وهو خط نائب نصرالله الشيخ نعيم قاسم والثاني يعود الى رئيس المجلس التنفيذي الشيخ هاشم صفي الدين.

بحسب مطلعين، يبدو خط الشيخ قاسم أكثر تشددا في نظرته العقائدية وينحو باتجاه الحسم في السياسة والميدان، ويُعتبر أكثر "لبننة" في مقارباته السياسية. ويعتبر خط الشيخ نعيم قاسم في الحزب مرجعا لبعض القيادات الميدانية التي تلجأ الى نائب الامين العام لسؤاله عن أمر ما أو الاستفسار عن حادثة أثارت استغرابا داخل البيئة الحزبية. ولكن ثمة من يعتبر أن هذا الخط يُغطي بعض السماسرة والفاسدين داخل الحزب ويُشكلون مجموعات منظمة تُمسك جيدا ببعض الملفات الحساسة والتي تؤثر بشكل كبير على التنظيم الداخلي.

في المقابل، يُعتبر الخط الثاني الذي يقوده صفي الدين أكثر اعتدالا ودبلوماسية ويطغى عليه الطابع الفكري والديني كما هو الاقرب الى النهج المعتمد اليوم بقيادة السيد نصرالله. وباعتقاد البعض فإن نهج صفي الدين مُحبب لدى قسم كبير من بيئة الحزب لاسيما تلك التي ترفض المغالاة في الحديث عن الانجازات وتدعو اكثر الى الواقعية السياسية في البحث عن حلول للأزمات وترفض تصرفات بعض الشباب المتحمس في بيئة الحزب الذي يرفع شعار أنا أو لا أحد.

يتجنّب الحزب الدخول في تفاصيل هيكليته التنظيمية وتُساعده الازمات والعداوات الدائمة برمي كرة الازمة الى الخارج والهاء البيئة بالعدو المركزي وحروبه الدائمة، وكلما كان الحزب في حالة حرب كلما انخفض منسوب التوتر الداخلي بين أجنحته وفرضت وقائع المعركة نفسها على الجميع.

  • شارك الخبر