حدثان في الداخل تقاسما الاهتمام المحلي، بالطبع الى جانب العرض الحربي المتواصل جنوبا.

١-اجتماع سفراء المجموعة الخماسية في السفارة القطرية، حيث "تم استعراض التطورات الراهنة في لبنان، والبحث في الملف الرئاسي"، على أن "السفراء جددوا تأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وأبدوا دعمهم المستمر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن". ولا شكّ أن السفارة أرادت من هذه الاستضافة تحميل رسالة الى السفراء الأربعة الآخرين قبل غيرهم تتعلق بالتمايز الذي اتهمت به الدوحة وبعزفها منفردة في مشاوراتها الرئاسية اللبنانية، وخصوصا عبر موفدها الأمني الذي لا يزال يحمل اسم المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري خلافا للتوجّه العام للمجموعة القائم على عدم الدخول في الأسماء أو تسويق أي ترشيحات.

مع هذا يبقى حراك "الخماسية" قاصرا عن تحقيق الغاية منه بفعل عدم نضوج القرار من جهة، وإمساك الولايات المتحدة الأميركية بأكثر من ورقة لبنانية، من اعادة الاستقرار عند الحدود مع اسرائيل وترتيب الحدود البرية إلى الكهرباء واستخراج الغاز والنفط. وهذه الملفات باتت حكرا على واشنطن عبر المستشار الرئاسي آموس هوكستين الذي ضُم الى مهامه الملف الرئاسي.

٢-زيارة وفد حزب الله الى الرئيس ميشال عون إثر الخلاف الذي أشهره ورئيس التيار النائب جبران باسيل في أكثر من ملف داخلي من الرئاسة الى الشراكة مع المسيحيين، وليس انتهاء بالتباين حول نظرية ربط الساحات.

وصار واضحا للتيار أن الشقاق الحاصل لا يُعالج بزيارات موضَعية أو بالخواطر. لذلك هو ينتظر خطوات عملية من جانب حزب الله، تحديدا مع رئيسه النائب جبران باسيل، تعالج في العمق الخلاف الحاصل، وخصوصا في مسألة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية والإطاحة بالشراكة المفترضة، ويزيدهما خطورة وتأزما أي انزلاق غير محسوب الى حرب مع إسرائيل.

ولم يُعرف بعد كيف سيُترجم حزب الله كلامه في الرابية بالفصل بين الرئاسة وبين ما يجري في الجنوب، علما أن موقفه المعلن والمُعمّم قائم على رفضه أي نقاش سياسي قبل انتهاء الحرب الاسرائيلية على غزة، مع تمسّكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.